
صدى نيوز - استبعد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب قرب التوصل إلى وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا التي أعلنت اليوم الأحد إسقاط 57 مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، في وقت أعلنت كييف عن استعدادات لتبادل أسرى الحرب مع موسكو.
وفي حواره مع وكالة أسوشيتد برس نشرته اليوم قال الرئيس الفنلندي إنه من غير المرجح التوصل إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا قبل الربيع، معتبرا أنها بحاجة إلى استمرار دعم الحلفاء الأوروبيين لها رغم فضيحة الفساد التي تجتاح كييف.
وأشارت الوكالة إلى أن دوافع اختيارها الرئيس الفنلندي لإجراء حوار معه بشأن هذه الحرب كونه أحد المحاورين الأوروبيين الرئيسيين بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويستغل ستوب علاقته الجيدة مع ترامب، فالرجلان يلعبان الغولف معا ويتحدثان بانتظام للدفاع عن قضية أوكرانيا.
وإضافة إلى ذلك كونه زعيم إحدى أصغر دول أوروبا، والتي تشترك في حدود بطول 1340 كيلومترا مع روسيا، ويدرك جيدا أنه هو على المحك.
وذكّرت الوكالة بأنه خلال أربعينيات القرن الماضي وبعد حربين مع روسيا خسرت فنلندا نحو 10% من أراضيها لصالح موسكو، ووافقت على الحياد العسكري، وهو موقف لم يغيّر إلا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا حين انضم الفنلنديون إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال "يمكنني أن أشرح للرئيس ترامب ما مرت به فنلندا، أو كيف أرى الوضع في ساحة المعركة، أو كيف نتعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ ثم -وكما تعلمون- فإنه إذا قبل فكرة واحدة من أصل 10 فهذا أمر جيد".
وتحدّث ستوب إلى وكالة أسوشيتد برس أمس السبت في قاعدة عسكرية شمال العاصمة هلسنكي قائلا "على زيلينسكي التعامل بسرعة مع مزاعم الرشاوى والاختلاس، فهذه الفضيحة تصب في مصلحة روسيا".
ومع ذلك، حث الرئيس الفنلندي القادة الأوروبيين على النظر في تعزيز الدعم المالي والعسكري لكييف التي تواجه هي الأخرى مكاسب روسية متزايدة على أرض المعركة.
وقال "لست متفائلا كثيرا بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار أو بدء مفاوضات سلام، على الأقل هذا العام"، مضيفا أنه من الجيد "إحداث تقدم" بحلول مارس/آذار المقبل.
وأضاف أن القضايا الرئيسية الثلاث المطروحة لوقف إطلاق النار هي "ضمانات أمنية لأوكرانيا، وإعادة بناء اقتصادها، والتوصل إلى نوع من التفاهم بشأن المطالبات الإقليمية".
ويرى الرئيس الفنلندي أنه لإحلال السلام في أوكرانيا يتعين على ترامب والقادة الأوروبيين زيادة الضغط على روسيا، وعلى بوتين لتغيير تفكيره الإستراتيجي.
وأوضح أن بوتين "يريد أساسا حرمان أوكرانيا من استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها"، وهي أهداف لم تتغير منذ بدء الحرب قبل نحو 4 سنوات.
ولتحقيق ذلك اقترح استخدام أدوات مثل مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في أوروبا كضمانات لتمويل أوكرانيا، بالإضافة إلى زيادة الضغط العسكري على موسكو.
ويرى ستوب أن روسيا لا تشن حربا في أوكرانيا فحسب، بل تشن أيضا حربا هجينة في أوروبا، ويقول "لقد طُمس الخط الفاصل بين الحرب والسلام، وروسيا تحاول زعزعة استقرار أوروبا وإثارة الفوضى والذعر من خلال هجمات تشمل الحرق العمد والتخريب والدعاية".
مسيّرات وأسرى
وعلى الصعيد الميداني، نقلت وكالة تاس اليوم الأحد عن البيانات اليومية لوزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 57 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية.
من جهته، كتب وزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف -الذي يشغل حاليا منصب أمين عام مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني- على تليغرام يقول إن أوكرانيا وروسيا تستعدان لاستئناف عملية لتبادل أسرى الحرب المتوقفة بينهما.
كما توقع استئنافها قريبا لإعادة 1200 جندي أوكراني من الأسر الروسي، مشيرا إلى أنه أجرى محادثات بناء على تعليمات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع وسطاء في تركيا والإمارات لإحياء عمليات تبادل الأسرى.
وقال عمروف إنه تم توضيح القضايا الأساسية، وستبدأ المشاورات الفنية بشأن التنفيذ قريبا حتى يتمكن الجنود من العودة إلى ديارهم قبل عيد الميلاد.
وترأس عمروف وفد المفاوضات الأوكراني في محادثات مع روسيا في وقت سابق من العام الجاري.
وكانت أهم نتيجة للمفاوضات في مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين هي الاتفاق على تبادل الأسرى، والذي استمر في الأشهر التالية ولكنه توقف منذ ذلك الحين.
كما توقفت المحادثات بين موسكو وكييف بشأن إنهاء الحرب التي استمرت أكثر من 3 سنوات ونصف منذ نقل عمروف من منصبه.
المصدر: وكالات