صدى نيوز - نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، تقريرًا في عددها الصادر السبت، عن عملية انتقامية وحشية نفذتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، بحق قيادات وعناصر من المقاومة الفلسطينية، ممن شاركوا في عملية أسر والاحتفاظ بإسرائيليين، خلال هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.

وبحسب الصحيفة، فإن أبرز عملية انتقامية نفذت ضد قيادات بارزة وميدانية ونشطاء من عناصر "كتائب المجاهدين" التي أسرت الإسرائيلية شيري بيباس وطفليها، من كيبوتس نير عوز في ذلك الهجوم.

وبينت الصحيفة، أن عناصر مسلحة عبر دراجة نارية استهدفوا في الثاني من الشهر الجاري قياديًا من "كتائب المجاهدين" يدعى محمد أبو مصطفى في خان يونس جنوب قطاع غزة، قبل أن يفروا باتجاه المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وذكرت أن تحقيقات أجرتها أظهرت أن إسرائيل ركزت على اغتيال من يقف خلف أسر عائلة بيباس، وطالت الاغتيالات القيادة المركزية لكتائب المجاهدين، وهو فصيل تأسس بشكل أساسي عام 2003 بعد انشقاقه عن كتائب الأقصى، الجناح المسلح لحركة فتح، وأصبح أكثر حضوراً وقوةً في عام 2006.

ويضم هذا الفصيل العسكري المئات من المسلحين المنتشرين في أنحاء قطاع غزة، وغالبيتهم بالأساس من عشيرة أبو شريعة، في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وأسس نشطاء بارزون من العشيرة، هذا الفصيل العسكري، الذي تلقى لسنوات دعماً كبيراً من إيران وحزب الله والجهاد الإسلامي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر من غزة أن قيادات كبيرة وأخرى ميدانية، وكذلك نشطاء، كانت لهم علاقة بعملية أسر عائلة بيباس، تعرضوا لسلسلة من الاغتيالات المنتظمة، خصوصاً بعد تسليم جثة الأم شيري وطفليها كفير و آرييل، في 21 فبراير (شباط) 2025.

وطالت الاغتيالات 6 نشطاء، و8 قيادات بمستويات مختلفة من كتائب المجاهدين، في مدينتي خان يونس وغزة، بينهم الأمين العام للكتائب، أسعد أبو شريعة، الذي اغتيل في منزل بحي الصبرة مع أكثر من 30 فرداً من عائلته وأقاربه، وذلك في 7 يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك إبراهيم أبو شريعة، قتل برفقة زوجته وأبنائه، كما قتلت طائرات إسرائيلية ابنته وزوجها في عملية وصفتها المصادر بـ"الانتقامية"، وقتلت بعض أقارب القيادات الذين اغتيلوا من أبناء وبنات في عمليات منفصلة مع أزواجهم، كما حصل مع القيادي الميداني محمد عوض، الذي اغتيل في أبريل (نيسان) الماضي، وكذلك محمود كحيل الذي اغتيل أيضاً في يونيو الماضي.

واتهمت إسرائيل، أسعد أبو شريعة، بأنه شارك بنفسه في اختطاف شيري وآرييل وكفير بيباس وقتلهم، كما شارك في اختطاف الزوجين غادي حجاي وجودي لين فاينشتاين، وناتبونغ بينتا ومواطن أجنبي آخر.

وتقول المصادر إن شيري بيباس وطفليها قتلوا في قصف جوي استهدف منزلاً كانوا بداخله في خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك في بدايات الحرب تحديداً نوفمبر 2023، مشيرةً إلى أن شيري أكدت خلال تحقيقات بسيطة أُجريت معها خلال أسرها، أنها كانت تعمل في مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي ضمن «وحدة 8200» الاستخباراتية الشهيرة؛ وهو أمر لم تؤكده إسرائيل.

وبعد أن تسلمت إسرائيل الجثث الثلاث، ذكرت أن شيري وطفليها قتلهم عناصر "كتائب المجاهدين"، بعد ضربهم أو محاولة خنقهم، وليس بفعل أي قصف أو إطلاق نار. وفق ادعائها، وهو أمر نفته "المجاهدين"، وكذلك "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس".

وحاولت إسرائيل استخدام ادعاءاتها إعلامياً حول العالم، واستخدمت صور الطفلين من عائلة بيباس وأمهما، لنشرها في العالم عبر ملصقات وضعت في عواصم أوروبية، لاتهام "حماس" بقتل الأطفال الإسرائيليين.

ولم تكن هذه العملية هي الوحيدة التي انتقمت فيها إسرائيل من نشطاء فلسطينيين اختطفوا بشكل خاص إسرائيليات بشكل أساسي، أو بعض الحالات التي لاقت تعاطفاً أكثر داخل إسرائيل وخارجها؛ مثل أربيل يهود، التي أصرت إسرائيل على الإفراج عنها مقابل عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، في يناير (كانون الثاني) 2025، وادعى بعض المصادر الإسرائيلية حينها أنها تعرضت للتعذيب والاعتداء عليها من قبل آسريها، وهو أمر نفته فصائل فلسطينية.

وقالت مصادر من "ألوية الناصر صلاح الدين"؛ الجناح العسكري للجان المقاومة، للصحيفة اللندنية، إن المخابرات الإسرائيلية لاحقت كثيراً من نشطائها الذين أشرفوا على عملية أسر أربيل يهود وآرييل كونيا، وكانت على مدار عامين من الحرب تحاول معرفة مصيرهما، وبعد الإفراج عن أربيل، زاد التركيز للبحث عن كونيا ومعرفة مصيره قبل أن يسلم مؤخراً في إطار صفقة التبادل الأخيرة.

واغتالت قوة إسرائيلية خاصة في 19 مايو (أيار) الماضي، أحمد سرحان، القيادي في الألوية، الذي كانت له يد في أسرهما، والاحتفاظ بهما، واختطفت زوجته وطفله، بعدما فشلت في اقتياده حياً إلى داخل إسرائيل، قبل أن يفرج عنها في صفقات التبادل الأخيرة، بعد إصرار من الوفد الفلسطيني المفاوض.

وقالت المصادر إن التحقيق مع زوجة سرحان كان يركز على مكان كونيا، وعن الأشخاص الذين كانوا برفقة زوجها طوال فترة احتجازهما، لكنها لم تكن تعرف أي معلومات عن ذلك، ولم تصل إلى أي نتائج عن كونيا، أو عن أي من المقاومين.

كما قتلت إسرائيل، بشكل انتقامي، كثيراً من عائلات مقاومين كانوا قد شاركوا في أسر إسرائيليين والاحتفاظ بهم، كما تنقل الصحيفة عن مصادرها.