
صدى نيوز - ارتفعت الأسهم في آسيا فيما تراجعت السندات والين، مع تحسّن شهية المخاطرة بفعل الآمال في التوصل إلى اتفاق لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، بعد أسبوع متقلب واجه فيه المستثمرون مخاوف بشأن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي المرتفعة.
وصعدت عقود مؤشر "إس آند بي 500" في التداولات الآسيوية بنسبة 0.6%، بينما تقدمت عقود "ناسداك 100" بنسبة 1.1%، بعدما قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ جون ثيون إن "الاتفاق بدأ يتبلور"، مشيراً إلى أنه يخطط لإجراء تصويت اختباري على حزمة إنفاق محدودة تنهي الإغلاق الحكومي المستمر منذ 40 يوماً. ويبدو أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تميل إلى التصويت على المضي قدماً في الحزمة، شرط التوصل إلى تفاصيلها النهائية.
وارتفعت الأسهم الآسيوية بقيادة كوريا الجنوبية، فيما تراجعت السندات على طول المنحنى، إذ ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بأكثر من نقطتي أساس إلى 4.12%. كما انخفض الين، وهو عملة ملاذ آمن تقليدية، بنسبة 0.2% أمام الدولار.
تحسّن المعنويات مع اقتراب إنهاء الإغلاق الحكومي
إنهاء الإغلاق الحكومي سيمنح المستثمرين رؤية أوضح بشأن البيانات الاقتصادية الرئيسة مثل الوظائف والتضخم، ما يساعد على إزالة الضبابية المحيطة بمسار الاحتياطي الفيدرالي في ما يتعلق بأسعار الفائدة.
ورغم أن الآمال في التوصل إلى اتفاق وفّرت بعض الارتياح، فإن الأسواق ما زالت متوترة بعد عمليات بيع حادة في أسهم التكنولوجيا الأسبوع الماضي أعادت إشعال المخاوف من تضخم التقييمات.
وقالت تشارو تشانانا، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في "ساكسو ماركتس" في سنغافورة: "الآمال في التوصل إلى اتفاق تعزز الثقة وتدفع المستثمرين للعودة إلى الأسهم والأصول عالية المخاطر، ما يقلل الطلب على السندات كملاذ آمن". وأضافت: "مع ذلك، قد تبقى التقلبات مرتفعة حتى يتم إقرار الاتفاق رسمياً".
وفي أسواق أخرى، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% في تعاملات صباح الإثنين، بينما صعد الذهب بشكل طفيف مع تقييم الأسواق لتراجع الاقتصاد الأميركي مقابل التقدم في إنهاء الإغلاق الحكومي. واستقر النفط مع تقييم المتعاملين للمخاوف من تخمة المعروض وتداعيات العقوبات الأميركية على روسيا.
الإغلاق الحكومي يقترب من نهايته
يقترب الإغلاق الحكومي القياسي في الولايات المتحدة من نهايته بعد أن وافق عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين المعتدلين على دعم اتفاق لإعادة فتح الحكومة وتمويل بعض الدوائر والوكالات للسنة المقبلة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات.
ومن المقرر أن يجري مجلس الشيوخ تصويتاً إجرائياً اختبارياً يوم الأحد. وإذا نجح التصويت، فسيحتاج المجلس إلى موافقة جميع الأعضاء لإنهاء الإغلاق بسرعة. ويستطيع أي عضو فرض تأجيل التصويت لأيام. وبعد ذلك، يتعين على مجلس النواب تمرير مشروع القانون لإعادة فتح الحكومة، وقال رئيس المجلس مايك جونسون إنه سيمنح النواب إشعاراً قبل يومين للعودة.
وبمجرد إعادة فتح الحكومة، سيتمكن المستثمرون من الوصول مجدداً إلى البيانات الاقتصادية الأساسية التي تعكس حالة الاقتصاد الأميركي، ما يساعدهم على تقييم احتمالات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
وفي الأسبوع الماضي، واجه المستثمرون إشارات متناقضة، إذ أظهرت بيانات القطاع الخاص خفضاً في الوظائف، بينما أثارت تصريحات مسؤولي الفيدرالي بشأن التضخم شكوكاً حول ما إذا كان خفض الفائدة في ديسمبر سيحدث فعلاً.
وقال نيك تويدال، كبير المحللين في "إيه تي غلوبال ماركتس" في سيدني: "نقص البيانات زاد حالة عدم اليقين، خصوصاً في ما يتعلق بمزيد من الخفض في الفائدة"، مضيفاً أن "استئناف صدور البيانات سيفتح الطريق أمام وضوح أكبر بشأن التخفيضات المحتملة".
اهتمام متزايد بالأسهم اليابانية وسط تحوّل اقتصادي
في الوقت نفسه، يتزايد اهتمام المستثمرين الأميركيين بشراء الأسهم اليابانية المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مدفوعين بالعوائد المرتفعة مقارنة بنظيراتها الأميركية، وفقاً لـ"غولدمان ساكس غروب".
وكانت رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة قد عبّرت الأسبوع الماضي عن عزمها على تعزيز استخدام السياسة المالية لتنشيط النمو الاقتصادي، من خلال التخلي عن هدف الموازنة السنوية الذي يفضّل الانضباط المالي.