صدى نيوز - أثار فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك عاصفة من الغضب والجدل في الأوساط الإسرائيلية، حيث اعتبره كثيرون "يوماً أسود" في تاريخ المدينة، بل وذهب بعضهم إلى وصفه بـ"سقوط نيويورك".

هذا الفوز، الذي احتفى به أنصار ممداني كإنجاز تاريخي كونه أول مسلم يتولى هذا المنصب، قوبل بردود فعل غاضبة من شخصيات ومغردين إسرائيليين وصفوه بـ"المتطرف" و"الداعم للإرهاب"، محذرين من أن انتخابه يمثل "غزواً داخلياً" للغرب ستكون له عواقب وخيمة.

في المقابل، رحبت جهات يهودية مناهضة للصهيونية بفوز ممداني، معتبرة إياه خطوة نحو العدالة الاجتماعية والتعددية، ما يعكس الانقسام العميق في المواقف تجاه هذا الحدث غير المسبوق في تاريخ المدينة.

وكتبوا: "لقد سقطت نيويورك! إنه يوم أسود في تاريخ المدينة والولايات المتحدة والعالم الحر. سيقود إحدى أكبر وأهم مدن الغرب شخص خطير ومتطرف داعم للإرهاب. هذا يرمز إلى اتجاه سيئ تتجه إليه أميركا، إذ إن غزو الغرب من الداخل يتزايد، وعواقب ذلك ستؤثر مستقبلا على العالم بأكثر الطرق إيلاما. إنه يوم حزين. لقد حذرنا… وسيدرك الجميع قريبا ما عنينا".

وكتب آخرون: "سكان نيويورك قرروا الليلة أن يسخروا من أنفسهم. سيكون من المثير أن نرى إلى أي اتجاه ستأخذهم هذه الخطوة".

ويرى بعض المعلقين الإسرائيليين أن نيويورك، التي تعد رمز الحلم الأميركي، قد تتلاشى تدريجيا، وربما ينهار معها الحلم الأميركي بأكمله. وبعد أن كانت طوال 150 عاما ملاذا آمنا لليهود، وموطنا لأكبر جالية يهودية في العالم، قد تشهد المدينة تفككا تدريجيا، مما سيدفع اليهود إلى الهجرة نحو "محطتهم التالية"، قائلين: "ربما تكون هذه المرة إلى المكان الصحيح".

وتساءل آخرون عن احتمالية حدوث موجة هجرة يهودية بعد انتخاب ممداني، ليجيب بعضهم بأن اليهود في معظم الدول الغربية لا ينتقلون إلى إسرائيل إلا نادرا بسبب الظروف الصعبة، مشيرين إلى أن الحالة الوحيدة التي شهدت هذا مؤخرا كانت في أوكرانيا.

في المقابل، عبرت منظمة "صوت اليهود" -وهي منظمة تعرف نفسها بأنها "اليهود المتحدون ضد الصهيونية ودولة إسرائيل"- عن ترحيبها بفوز ممداني، وأصدرت بيان تهنئة قالت فيه: "أحر التهاني وأطيب الأمنيات لرئيس بلدية مدينة نيويورك المنتخب، زهران ممداني. نفخر بدعمك ونتطلع إلى قيادتك ورؤيتك وتعاونك من أجل تحسين مجتمعنا وجميع سكان نيويورك".