رام الله - صدى نيوز - يستعيد أصدقاء ومحبو الفنانة السورية المعارضة، مي سكاف، والتي رحلت عن عالمنا، في باريس، الاثنين الماضي، عن 49 عاماً، بظروف وصفها مقربون منها، بالغامضة، مجموعة مواقف اشتهرت بها، منذ إعلانها الثورة على نظام الأسد والمطالبة بإسقاطه، منذ اندلاع الثورة عليه عام 2011.

ومن أشهر هذه المواقف، الحرب الإلكترونية التي اندلعت بين الراحلة سكاف، و" حزب الله " اللبناني ، بسبب قيام الراحلة بمطالبة حسن نصر الله،  بإعادة الأموال التي سبق وقامت الفنانة بجمعها وإرسالها إلى مهجّري الحزب ولبنانيين، أيام حرب تموز 2006، بين ميليشيات "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.

وخيّرت الفنانة الراحلة، حسن نصر الله، إمّا "بإعادة شبّيحته" من سوريا، وتقصد مقاتلي الحزب الذين يقاتلون مع جيش الأسد، أو يعيد لها المال الذي سبق وتبرعت به، لمهجرين سواء من حزبه أو لبنانيين آخرين.


وقالت مصادر إعلامية، في ذلك الوقت، ومنها موقع "جنوبية" المعروف، إن حسن نصر الله، أمين عام "حزب الله"، طلب من موظفين في حزبه، الاتصال بأوساط مي سكاف، وسؤالها عن حجم الأموال التي تريد استردادها منه.

وعلى الرغم من أن مي سكاف كانت طلبت من حسن نصر الله أن يسحب شبّيحته من سوريا، إلا أن الأخير آثر اختيار رد النقود، لا سحب الجنود، خاصة أن سكاف صرّحت لـ"جنوبية" أنها فعلت ذلك "بسبب موقف حزب الله من الأزمة السورية".

وبعد تفاعل الأزمة التي اندلعت في الفضاء الإلكتروني، ما بين مي سكاف وحسن نصر الله، قام الأخير بالطلب من أحد مقاتليه السابقين، ويدعى الشيخ عبد الكريم عبيد، بالبحث عن عنوان الفنانة مي سكاف في دمشق، لإيصال "كرتونة" ومبلغ ألفي دولار أميركي.

وكانت كرتونة حسن نصر الله، المذكورة، تحتوي على ملابس وأحذية أطفال.

ويشار إلى أن سجال مي سكاف وحسن نصر الله، يعتبر الأول من نوعه، داخل سوريا، خاصة أن الفنانة طالبت حسن نصر الله، بسحب مقاتليه والتوقف عن سفك دماء السوريين، في الوقت الذي لم يكن فيه "حزب الله" قد أعلن، صراحة، مشاركته في القتال لصالح الأسد.

وأدت مطالبة سكاف، حسن نصر الله بسحب شبّيحته، أو إعادة أموالها، باندلاع حرب إلكترونية ما بين محبي وعارفي الفنانة، وبين أنصار "حزب الله" اللبناني، إثر انتقادها العنيف وكشفها المبكّر لوجود "حزب الله" في سوريا، لمقاتلة السوريين على أرضهم.

إلى ذلك، فإن السلطات الفرنسية ستصدر قريباً نتائج تشريحها جثة الفنانة سكاف، بعدما قامت بختم بيتها بالشمع الأحمر، للوقوف على سبب وفاتها، خاصة أن الفنانة الراحلة، كانت وحدها في البيت، عندما لفظت أنفاسها الأخيرة.