صدى نيوز - دعا مجلس الإفتاء الأعلى، إلى مساندة المزارعين الذين يتشبثون بأرضهم المباركة، ويرعون شجرة الزيتون التي هي رمز بقائنا ورباطنا، والتي تتعرض وإياهم إلى اعتداءات سلطات الاحتلال وعصابات مستعمريه، وقيامهم بإطلاق الرصاص الحي صوب قاطفي الزيتون والمتضامنين معهم، وإجبارهم على إخلاء أراضيهم بقوة السلاح، وسرقة المحصول.

وأوضح المجلس أم هذه الاعتداءات الآثمة حصلت في مناطق مختلفة من أراضي الضفة الغربية، ما زاد من معاناة المزارع الفلسطيني، الذي يتعرض أصلاً للمعاناة من ضعف موسم الزيتون لهذا الموسم، وتأتي هذه الاعتداءات تنفيذاً لمخططات سلطات الاحتلال لضم الأراضي الفلسطينية وتهويدها، وتتحايل لنهب الأراضي لصالح المستوطنات الإسرائيلية، ضمن سياسة ممنهجة لتهجير أصحاب الأراضي والسيطرة عليها، وفرض واقع جديد في المناطق القريبة من محيط المستوطنات، ضمن سلسلة هجمات يومية.

 وأدان المجلس مواصلة اقتحام المئات من المستوطنين المتطرفين، بحماية جيش الاحتلال وشرطته لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحجج واهية، ما يشكل استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين، وتحدّياً لأبناء الشعب الفلسطيني المرابطين والمدافعين عن المسجد المبارك والمدينة المقدسة، وهي بهذه الاعتداءات تنتهك الحق بحرية العبادة التي دعت إليها الشرائع السماوية، وكفلتها القوانين والأعراف الدولية، ولا تحترمها، وهذه الاقتحامات تحمل أبعاداً خطيرة، وتقع ضمن مخطط فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، في ظل صمت عربي وعالمي.

كما دعا المجلس إلى رص الصفوف ونبذ الفرقة والوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله جميعها كون ذلك هو السبيل الأنجع إلى مواجهة العدوان، وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها فلسطين، والتي يسعى الاحتلال الإسرائيلي ومعاونوه فيها إلى تهجير سكانها وتفريغها لصالح المستوطنين المتطرفين، والخاسر الأكبر من الفرقة هو شعبنا وقضيته، والرابح من نزاعنا وانشغالنا في الصراعات الداخلية هو الاحتلال الجاثم على أرضنا وصدورنا، بغض النظر عن مسميات أطراف الصراع وزمانه ومكانه.

جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس (231)، برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.