صدى نيوز - التخطيط المالي الشامل لم يعد مجرد وسيلة لتكديس الثروة، بل أصبح أداة متكاملة تمنح الأفراد القدرة على "العيش وفق شروطهم" وتساعدهم في مواجهة التحولات الكبرى في حياتهم، سواء كانت تقاعدا جزئيا أم كاملا، أم انتقالا مهنيا، أو حتى تغييرات صحية وعائلية.

ووفقا لتقرير لمجلة فوربس، فإن قوة الخطة المالية تكمن في أنها "تجلب الوضوح إلى الأهداف، والثقة في القرارات، وتوفر خارطة طريق للمستقبل".

وترى المجلة أن الخطة المالية المتكاملة تختلف جذريا عن مجرد إعداد ميزانية أو اختيار استثمارات، إذ تنسق جميع جوانب الحياة المالية عبر محاور رئيسية تشمل:

*التخطيط للتقاعد

*إستراتيجيات الاستثمار

*إدارة الضرائب

*التخطيط للإرث والوصايا

*إدارة المخاطر

*إضافة إلى تخطيط التعليم وأسلوب الحياة

*الهدف النهائي هو صياغة "إستراتيجية حية وقابلة للتكيف" تتطور مع تغير الظروف والأهداف.

استبدال القلق بالوضوح

ويشير تقرير فوربس إلى أن معظم الأفراد يعيشون مع أسئلة مالية مقلقة:

*هل أوفّر بما يكفي؟

*هل يمكنني التقاعد عند هذا العمر؟

*هل سأحافظ على مستوى معيشتي؟

الخطة المالية الشاملة تحوّل هذه التساؤلات إلى إطار منظم وشفاف، يتيح قياس الوضع المالي بدقة وتحديثه دوريا.

وترى المجلة أن مجرد رؤية الصورة الكاملة منظمة، وأولوياتها واضحة وقابلة للتنفيذ، يرفع عن كاهل الأفراد عبئا نفسيا كبيرا.

خارطة للتغييرات الحياتية

الحياة ليست خطا مستقيما، تقول فوربس، بل تتضمن تغييرات مثل تغيير الوظائف، الانتقال إلى ولايات جديدة، الحصول على إرث، أو رعاية والدين مسنين. ومع غياب خطة مالية، تصبح هذه الأحداث "مرهقة"، أما بوجودها فتصبح "متوقعة وقابلة للإدارة".

وبحسب التقرير فإن النماذج المالية تساعد على فهم كيفية إعادة هيكلة مصادر الدخل أو تخفيض الضرائب بطريقة مدروسة.

إدارة الثروة والاستخدام الذكي للأصول

وتضيف فوربس أن الاستثمار الذكي وحده لا يكفي، بل يجب أن تُوضع الأصول في الحسابات المناسبة (خاضعة للضرائب أو مؤجلة الضرائب)، وأن تتم السحوبات بطريقة إستراتيجية، وأن تُدار توزيعات الأرباح وتبرعات الخير بشكل منسق سنويا.

هذه المنهجية، كما توضح المجلة، "تزيد من الثروة وتحافظ عليها" وتُحسّن فرص تحقيق الأهداف على المدى القصير والطويل.

الإرث والغاية الأعمق

ويؤكد التقرير أن الإرث يتجاوز الأرقام ليعكس القيم والأثر الذي يتركه الفرد.

التخطيط للإرث قد يتضمن إنشاء صناديق وقفية، مراجعة المستفيدين، أو تجهيز الأبناء لإدارة الميراث، وتقول فوربس "التخطيط للإرث يتخطى نقل الثروة، إنه يتعلق بخلق معنى دائم".

ومن أسعار الفائدة إلى التضخم وتشريعات الضرائب، التغيير أمر محتوم، لكن الخطة المالية -كما تشير فوربس- تمنح الأفراد ثباتا على المدى الطويل وتساعدهم على تجنّب الارتباك مع تقلبات الأسواق.

قصور واضح في التخطيط المالي

وتكشف دراسة لمؤسسة "فينرا" في يوليو/تموز الماضي، نقلتها فوربس، أن الاستعداد للتقاعد في دولة مثل أميركا لا يزال ضعيفا، فقط 39% من البالغين حسبوا مدخراتهم المطلوبة، و41% فقط يملكون حسابا تقاعديا، فيما يشعر 63% بقلق عند التفكير في شؤونهم المالية.

وتخلص المجلة إلى أن الخطة المالية الشاملة توفر الوضوح والتوازن، وتعمل كـ"خريطة طويلة الأمد" تساعد الأفراد على التكيف مع التغييرات، وصناعة مستقبل أكثر أمانا واستقرارا.

المصدر: فوربس