صدى نيوز -في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، تتجلى قصص إنسانية موجعة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون، ومن بين هذه القصص قصة السيدة حنان أبو ندى من شمال مدينة غزة، التي تحولت حياتها إلى جحيم، ومسلسل متكرر من النزوح والمعاناة المتكررة وسط ظروف إنسانية وصحية قاسية.

للاطلاع على التقرير:

تقول حنان، وهي سيدة تعاني من شلل الأطفال وخلع في الورك منذ الولادة، في حديثها مع صدى نيوز، إنّها "اضطرت للنزوح من منزلها في شمال غزة نحو الجنوب بعد اشتداد القصف والدمار الذي طال الحي الذي كانت تسكنه" .

النزوح المتكرر: محاولة البحث عن طوق نجاة

 لم يكن النزوح خيارًا سهلاً، بل ضرورة للبقاء على قيد الحياة، حيث وجدت نفسها في مدينة رفح وسط ظروف معيشية بالغة الصعوبة، دون مأوى آمن أو رعاية طبية لحالتها الصحية وحملها.

وبعد دخول الهدنة المؤقتة حيّز التنفيذ، قررت حنان العودة إلى شمال القطاع بحثاُ عن الاستقرار المفقود، وهناك استطاعت أخيرًا أن تلتقي بزوجها الذي كانت قد فقدت الاتصال به منذ بداية الحرب، لكن فرحتها لم تدم طويلًا، فسرعان ما تجددت الغارات واشتدت الاستهدافات، لتبدأ رحلة نزوح جديدة أكثر قسوة.

تُضيف حنان: "عدنا إلى غزة في ظروف صعبة جدًا، دُمّرت منازلنا واستشهد عدد من أفراد عائلتي، ومع ذلك حاولنا البقاء، لكن عندما عادت الحرب اضطررنا للنزوح مجددًا" .

مخيم المغازي.. مستَقرٌ لامرأة حامل دون خصوصية

توجهت في نزوحها الأخير إلى مخيم المغازي في المحافظة الوسطى بقطاع غزة، بعد أن قطعت معظم الطريق سيرًا على الأقدام بالرغم من أنها امرأة حامل وتعاني من مشاكل صحية مزمنة، وفوجئت بواقع أكثر قسوة.

تعيش حنان اليوم في مركز إيواء مكتظ بالنازحين، بلا خصوصية أو مكان مخصص للنوم، وفي ظل غياب أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء وعلاج، تقول بأسى: "أنا بحاجة ماسة للرعاية الصحية والمستلزمات الطبية لأنني سألد بعملية قيصرية، لكن لا أحد يستطيع مساعدتي، وزوجي عاطل عن العمل، ولا نملك ما نسد به رمقنا" .

تختتم حنان حديثها بمناشدة عاجلة للجهات الإنسانية والدولية بضرورة التدخل لتأمين العلاج والمأوى المناسب لها ولأمثالها من النساء الحوامل والمرضى، ممن وجدوا أنفسهم عالقين بين نار الحرب ومرارة العجز الإنساني.

قصتها ليست استثناءً، بل انعكاسًا لمعاناة آلاف النساء في غزة اللواتي يواجهن المجهول كل يوم في ظل حرب لا ترحم وضعف الاستجابة الإنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أن تقارير صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان تحذر من انهيار خدمات الصحة الإنجابية في غزة، مع تزايد الولادات عالية الخطورة وارتفاع وفيات الأمهات، خصوصا في مراكز الإيواء.

تحذّر تقارير صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان من انهيار خدمات الصحة الإنجابية في غزة، مع تزايد الولادات عالية الخطورة وارتفاع وفيات الأمهات، خصوصا في مراكز الإيواء بخان يونس.

الممرضة نسرين تصف المشهد بقولها "نساء يلدن دون إشراف طبي كافٍ، وأحيانا من دون أي غذاء مناسب". وتضيف للجزيرة نت أن الفرق الطبية تعتمد على إسعافات أولية بدائية بعد إغلاق المرافق المتقدمة، مما يضاعف مخاطر النزيف والعدوى.

وفي الناحية الأخرى فإن هناك أمهات فقدن القدرة على إرضاع أطفالهن بسبب الجوع، فيواجهن معضلة يومية: إما شراء حليب أطفال نادر بأسعار مضاعفة، أو الاكتفاء بالماء والسكر، وقد وثّقت تقارير صادرة عن أوتشا وأكشن أغينست هنغر هذه الظروف، محذرة من جيل مهدد بسوء تغذية حاد قد يخلّف آثارا صحية سلبية دائمة.