صدى نيوز - دمج بذور الشيا مع الزبادي لا يمنحك فحسب قرمشة ممتعة، بل يعزز فوائد صحة الجهاز الهضمي، ويزيد مستويات الطاقة، ويدعم الصحة على المدى الطويل. البروبيوتيك الموجود في الزبادي يعمل مع الألياف الغذائية (البريبايوتكس) في بذور الشيا لتعزيز هذه الفوائد.

تُعدّ بذور الشيا والزبادي من أبرز الأطعمة الصحية التي تزداد شعبيتها في عالم التغذية؛ لِما لها من فوائد كبيرة في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتحسين الطاقة والوقاية من الأمراض المزمنة.

إلا أن دمج بذور الشيا الغنية بالألياف مع الزبادي المحتوي على البروبيوتيك يشكل مزيجاً مثالياً.

وفيما يلي شرح للفوائد المتعددة لبذور الشيا مع الزبادي، وكيف يمكن لهذا الثنائي أن يسهم في تحسين جودة حياتك الصحية بشكل طبيعي وفعّال، وفق «فيريويل هيلث».

يعززان صحة الجهاز الهضمي

الزبادي غني بـ«البكتيريا النافعة» (البروبيوتيك) التي تساعد في الحفاظ على توازن الجهاز الهضمي، كما تقول جينيفر باليان، اختصاصية تغذية مسجلة وعالمة أطعمة ومؤسِّسة «Foodess».

وتدعم هذه الكائنات الحية الدقيقة صحة الأمعاء من خلال القضاء على الميكروبات الضارة، وإنتاج مركبات تُحارب الغزاة، وتكوين مواد تقلل الالتهاب وتُقوي بطانة الأمعاء.

أما بذور الشيا فتُعد «غذاءً» لهذه البكتيريا النافعة، وهو ما يُعرَف بالبريبايوتكس.

وتوضح هيلاري سيسير، اختصاصية تغذية مسجلة في «Eat Clean Bro»، أن بذور الشيا توفر أليافاً قابلة للذوبان تتحول إلى «جِل» ناعم في الأمعاء، مما يساعد على تنظيم حركة الأمعاء وتغذية البكتيريا المفيدة.

عند تناولهما معاً، تعمل البروبيوتيك في الزبادي والألياف البريبايوتيكية في بذور الشيا بتآزر، وهو ما يُسمى العلاقة المتبادلة «سينبيوتيك»، وفقاً لسيسير.

هذا التعاون قد يشجع نمو أنواع صحية من البكتيريا، ويساعد الجهاز الهضمي على الدفاع ضد الميكروبات الضارة، ويحافظ على سلاسة وظائفه.

يساعدان في تنظيم الشهية والطاقة

بالإضافة إلى تغذيتهما مجتمع الميكروبات في الأمعاء، يُعد مزيج بذور الشيا والزبادي وجبة خفيفة ذكية للتحكم في سكر الدم والشعور بالشبع. تعمل ألياف بذور الشيا، التي تتحول إلى «جِل»، على إبطاء عملية الهضم، في حين يوفر الزبادي البروتين الذي يمنح شعوراً بالامتلاء لفترة أطول، وفق سيسير.

وتشرح سيسير أن «هذا المزيج من الألياف والبروتين يساعدك على الشعور بالشبع لفترةٍ أطول ويحافظ على ثبات مستويات الطاقة بين الوجبات»، مما يجعله خياراً بسيطاً وفعالاً لتجنب الشعور بالخمول في منتصف النهار، أو الإفراط في تناول الطعام لاحقاً.

وتنصح بتحريك 1-2 ملعقة كبيرة من بذور الشيا في كوب من الزبادي، وتركه لمدة 10 إلى 15 دقيقة حتى تلين البذور، مما يجعلها ألطف على المعدة.

يدعمان صحة القلب والتمثيل الغذائي

يقدم كل من الزبادي وبذور الشيا مُغذيات فريدة تُكمل بعضها البعض، وفق قول باليان.

والزبادي مصدر غني بالبروتين عالي الجودة والكالسيوم والمغنسيوم والببتيدات الحيوية، التي قد تدعم تنظيم ضغط الدم وتُعزز نشاط الجهاز المناعي. أما بذور الشيا فتُزود الجسم بأحماض أوميغا-3 الدهنية النباتية، ومضادات الأكسدة، وألياف إضافية.

وتشير باليان إلى أن التعاون بين البروبيوتيك والبريبايوتكس قد يساعد في تهدئة الالتهابات، وخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، ودعم صحة القلب.

وهذا أمر مهم؛ لأن الأبحاث تُظهر أن عدم توازن ميكروبات الأمعاء قد يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، والسكري من النوع الثاني، وأمراض الأمعاء الالتهابية، وأمراض القلب.

فوائد على صحة الدماغ والمزاج

تتجاوز هذه الفوائد الصحية الجسدية لتصل إلى الصحة النفسية.

وتقول باليان إن منتجات الألبان المخمّرة مثل الزبادي تُنتج مركبات طبيعية قد تؤثر على الدماغ، مما يساعد في تخفيف القلق ودعم التواصل بين الأمعاء والدماغ.

ومع مضادات الأكسدة الموجودة في بذور الشيا، قد يعزز هذا المزيج أيضاً المزاج والرفاهية العقلية.