مع قبول غالبية الدول العربية والإسلامية بما فيها حلفاء حماس التقليديين مثل قطر وتركيا أيضاً غالبية دول العالم المعنية بالصراع في المنطقة أيضاً الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والرئاسة الفلسطينية بخطة الرئيس ترامب،باتت حركة حماس وحيدة في مواجهة ليس اسرائيل وحدها بل كل العالم ،حتى إيران كفت يدها عن القضية الفلسطينية وباتت منشغلة بمشاكلها الداخلية ومواجهة العقوبات المفروضة عليها. فهل ستوافق حماس على مبادرة ترامب أم تواصل مكابرتها وعنادها؟
في ظني وبعد تهديد ترامب الأخير ومنح حماس أربعة أيام للرد فإن الحركة لن تستطيع الرفض القاطع والمباشر بل سترد بطريقة ملتبسة تتضمن قبولاً ضمنياً ،ليس حرصاً على المصلحة الفلسطينية واحساساً منها بمعاناة وجوع وإذلال أهل غزة بل لأنها تراهن أن قبولها سيُسعد ترامب ويعزز فرصة حصوله على جائزة نوبل للسلام المقرر الإعلان عنها بعد أيام، وهي في ذلك تراهن أن يجد لها ترامب دوراً سياسياً في الترتيبات المستقبلية في القطاع،
وستجد الحركة تبريرات عديدة للقبول بالمبادرة كالزعم أنها تتجاوب مع الإرادة الدولية وضغوط الحلفاء ومن أجل تخفيف المعاناة عن أهالي غزة الخ
للأسف ،سواء قبلت حماس أو رفضت مبادرة ترامب فستستمر اسرائيل في حربها المعممة على كل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة ،ومبادرة ترامب حتى وإن سمحت بدخول الطعام والدواء وتأجيل مخطط التهجير القسري إلا أنها ستفتح أبواب جهنم ليس على حركة حماس
بل على كل قطاع غزة من خلال اندلاع حرب أهلية أعدت لها اسرائيل مسبقاً بتشكيل جماعات وعصابات مسلحة مثل جماعة ابو شباب والاسطل وجندية وحلس والمنسي الخ هي التي ستتولى مواجهة بقايا مسلحي حماس والجهاد الإسلامي وستكون لها اليد الطولى في حكم القطاع وليس ( مجلس السلام ) الذي يترأسه ترامب وبلير ولا حتى مجلس الإدارة المحلي المنصوص عليه في المبادرة ولا القوات العربية المقرر إرسالها.
الشعب الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة لن يغفر لحركة حماس دورها في وصول الأمور في القطاع وكل القضية الوطنية إلى ما وصلت إليه.