رام الله - صدى نيوز - أحب الانسان الإيجابي.. تغريدة لصاحب الحساب الشخصي "النبهان"، لكنها لا تخصه وحده. فالجميع ينجذب إلى ذلك الإنسان الإيجابي والمتفائل والمقبل على الحياة، والكل يشد انتباههم من يستطيع أن يشعل شمعة في عتمة الظروف دون أن يلعن الظلام، وأيضا يلفتهم من يحول كل محنة يواجهها إلى منحة.

ومثله غرد ناصر العازب كاتبا: "الإنسان الإيجابي لا تنتهي أفكاره، والإنسان السلبي لا تنتهي أعذاره"، والسؤال: ما الذي يجعل أحدهم متفائلا تحت أي ظرف، في حين أن آخرين يولّدون طاقة سلبية كبيرة؟ وهل الإيجابية مكتبسة أم جينات متوارثة؟ وهل يمكن للسعادة أن تكون معدية؟

هذه التساؤلات وغيرها تجيب عنها عالمة الأعصاب من مركز "ويلكوم تراست للتصوير العصبي" تالي شارلوت، التي عرّفت المتفائل بأنه شخص يقلل من احتمال حدوث أشياء سيئة أو سلبية في المستقبل، وهذا يجعله لا يتخذ تدابير مفرطة لحماية نفسه، لأنه متفائل إلى درجة تصل إلى عدم وضعه في الحسبان احتمالات لحدوث أي أمور سلبية.

التفاؤل.. جينات

الدراسات الحديثة التي نشرت في مجلة Nature Neuro science، وقام بها الباحثون البريطانيون في علم النفس، أكدت أن هناك جينا مسؤولا عن التفاؤل، وهذا الجين يجعل كل من يمتلكه أقل تركيزا مع الأحداث السلبية، وأكثر بحثا عن السعادة والإيجابية في الحياة، فيفضي الأمر بهم إلى جعلهم أكثر تفاؤلا في الحياة. حيث يرث كل إنسان نسختين من الجين، إما قصيرَين، أو اثنين طويلين، أو واحدا من كل منهما، وهذا ما يتحكم بمدى تفاؤل الانسان أو عدمه. فالأشخاص الذين لديهم نسختان طويلتان هم بالضرورة يركزون على الإيجابيات في الحياة، أما من يحملون نسختين قصيرتين، فتكون نظرتهم تشاؤمية، وتكون النظرة معتدلة بين الحالتين عند امتلاك نسخة طويلة وأخرى قصيرة.

الأمر نفسه أكدته إيلين فوكس، رئيسة قسم علم النفس في جامعة Essex البريطانية، اذ أكدت أن جين التفاؤل يساعد في زيادة قدرة الشخص على تحمل ضغوط الحياة والتعامل مع الأحداث اليومية، وأن الأشخاص الذين لا يملكون في خريطة جيناتهم هذا الجين فأنهم أصحاب نظرة قاتمة للحياة، وعرضة أكثر من غيرهم للاكتئاب والإصابة بمشاكل الصحة العقلية.