صدى نيوز - جدّد وزير الصحة د. ماجد أبو رمضان، اليوم الخميس، مناشدته العاجلة إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية للتدخل الفوري لحماية النظام الصحي الفلسطيني من الانهيار الكامل، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية.
جاء ذلك خلال ترؤس الوزير اجتماع مجموعة العمل القطاعية الصحية بمشاركة نائب رئيس المجموعة-الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي ممثلة بالسيد ستيفانو سوزا، والمستشار الفني للمجموعة-منظمة الصحة العالمية ممثلة بالدكتور ريتشارد بيبركورن، المدير القطري للمنظمة، إلى جانب ممثلين عن عدد واسع من الشركاء الدوليين والمحليين.
واستعرض الوزير في كلمته، المشهد الإنساني الكارثي في قطاع غزة، حيث ارتقى أكثر من 65 ألف شهيد وأصيب ما يزيد عن 167 ألفاً، فيما خرجت 22 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل، وتوقفت 96 مركزاً صحياً و25 محطة أوكسجين، إضافة إلى تدمير 199 سيارة إسعاف واستشهاد 1,670 موظفاً صحياً، كما تحدث الوزير عن التداعيات الخطرة للأزمة المالية الخانقة الناتجة عن احتجاز أموال المقاصة وتراكم ديون تجاوزت 3 مليارات شيكل، ما يهدد استمرارية تقديم الخدمات الصحية.
ووجّه وزير الصحة نداءً عاجلاً شمل جملة من التوصيات أبرزها، وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ضمان إدخال المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود، الإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة، إنشاء صندوق طوارئ لتسديد ديون التحويلات والأدوية، دعم الكوادر الصحية بالرواتب والتوظيفات الجديدة نظراً للحاجة العاجلة لكل كادر، وحماية المستشفيات والعاملين الصحيين بموجب القانون الدولي، وكذلك طالب الوزير بالمؤسسات الدولية بمزيد من الضغط على سلطات الاحتلال للسماح لجرحى ومرضى قطاع غزة بالخروج للعلاج بشكل فوري إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وجدد السيد ستيفانو سوزا التزام إيطاليا بدعم النظام الصحي الفلسطيني في هذه الظروف الحرجة، داعياً إلى توحيد الجهود الدولية وتنسيقها بما يضمن تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة ومتطلبات التنمية الصحية المستدامة.
من جانبه، أكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في فلسطين د. ريتشارد بيبركورن أن الوضع الصحي والإنساني يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن حجم الاحتياجات يفوق إمكانات أي جهة منفردة، ومؤكداً التزام المنظمة بمواصلة دعمها للقطاع الصحي الفلسطيني من خلال توفير الأدوية والمستهلكات وتعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة بالتنسيق مع وزارة الصحة والشركاء.
واستعرضت وزارة الصحة، في عرض تقديمي خلال الاجتماع، الواقع الصحي الحرج والاحتياجات الملحّة، مقدمة ملخصاً عن أبرز محاور الخطة الاستراتيجية وأولويات العام 2026، إلى جانب خطة التعافي الأولية للقطاع الصحي في غزة، والتي تركز على إعادة تأهيل المستشفيات وتعزيز القدرة على الاستجابة الطارئة.
كما قدّمت منظمة الصحة العالمية عرضاً حول الحالة الصحية والإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، والتدخلات الإنسانية والصحية التي تقوم بها المنظمة بالتعاون مع الشركاء.
وتخلل الاجتماع نقاشات أكد خلالها الشركاء على ضرورة تعزيز تنسيق الجهود الإنسانية وتكامل الاستجابة العاجلة مع خطط التنمية الصحية، مع ضمان وصول الخدمات الصحية للجميع وإدخال الدعم بمختلف أشكاله.