صدى نيوز -في السنوات الأخيرة، تحولت المطارات العربية إلى ساحات استثمارية كبرى تعكس طموحات المنطقة في أن تصبح محوراً عالمياً للسفر والتجارة. ومع التوسع السريع في أعداد المسافرين، تتجه حكومات وشركات المنطقة إلى ضخ مليارات الدولارات في تحديث البنية التحتية، وبناء صالات جديدة، وإدخال أحدث التقنيات الذكية التي تعيد تعريف تجربة السفر من الباب إلى الطائرة. ويستعرض الموضوع التالي المطارات العربية قيد التطوير حالياً حسب كل دولة، كالآتي:

السعودية

في إطار الاستراتيجية الوطنية ضمن "رؤية 2030"، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أواخر نوفمبر 2022 المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي، ويُتوقع أن يبلغ إسهام المطار الجديد في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي 27 مليار ريال (نحو 7.2 مليار دولار) سنوياً.

سيصبح مطار الملك سلمان أحد أكبر المطارات في العالم، وسيمتد على مساحة 57 كيلومتراً مربعاً، تشمل الصالات الحالية في مطار الملك خالد، وستة مدارج طيران، إضافة إلى 12 كيلومتراً مربعاً من المرافق المساندة والسكنية والترفيهية، إلى جانب المتاجر والمرافق اللوجستية.

وقال وزير النقل، صالح الجاسر، في مقابلة مع "الشرق" في نوفمبر 2022 على هامش قمة المجلس العالمي للسياحة والسفر في الرياض، إن المطار "يعتبر نقلة نوعية لمنظومة النقل والخدمات اللوجستية، بل لكافة المنظومات المرتبطة بها؛ السياحة، والحج والعمرة، والصناعة، وجودة الحياة".

وأشار الرئيس التنفيذي المكلف للمطار، ماركو ميخيا، في حديث مع "الشرق" في يونيو 2024، إلى أنه سيجري افتتاح مبنى الطيران الخاص في المطار بحلول 2026، إذ يجري التطوير على مراحل.

وأضاف أنه سيتم افتتاح مدرج جديد في 2027، ومبنى مسافرين جديد في 2028، والمبنى الأبرز في 2030، على أن تستمر أعمال البناء حتى 2034، العام الذي ستستضيف فيه المملكة كأس العالم لكرة القدم، وقال "سنستلم كل الأصول الضرورية بحلول 2030 لنتمكن من استقبال كل الزوار خلال معرض إكسبو".

وفي أواخر أكتوبر 2023، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة عن السياسة الاقتصادية للقطاع ولوائحه الجديدة، بموجبها ستسعى المملكة إلى ضخ 100 مليار دولار من استثمارات القطاعين العام والخاص في قطاع الطيران السعودي بحلول 2030، وجذب مستثمرين جدد عن طريق الخصخصة.

وقعت الشركة السعودية للخدمات الأرضية، في نهاية مايو الماضي، اتفاقية استراتيجية مع شركة "دبلن الدولية" (daai)، مشغلة مطار البحر الأحمر الدولي، لتقديم خدمات المناولة الأرضية لجميع الشركات العاملة بالمطار لمدة خمس سنوات، وفق أعلى المعايير التشغيلية والاستدامة البيئية، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

يُعد مطار البحر الأحمر أول مطار يعتمد في تشغيله على الطاقة المتجددة بالكامل، وتبلغ طاقته الاستيعابية نحو مليون زائر سنوياً. وقد بدأ استقبال الرحلات الداخلية في سبتمبر 2023، واستقبل أول رحلة دولية في أبريل 2024، بحسب موقع "أرقام".

كما يجري تطوير مطار العلا، حيث أشار رامي المعلم، نائب الرئيس لقطاع إدارة الوجهات السياحية والتسويق بالهيئة الملكية لمحافظة العلا، في مقابلة مع "الشرق" في مايو 2024، إلى أنه من المتوقع الانتهاء من تشييد مبنى الركاب الجديد في مطار العلا بحلول 2026 أو 2027، لترتفع بذلك الطاقة الاستيعابية للمطار من 400 ألف إلى 6 ملايين مسافر خلال 3 سنوات.

تستهدف السعودية أيضاً مضاعفة عدد المسافرين عبر مطار الملك فهد الدولي إلى 19.3 مليون مسافر سنوياً بحلول 2030، مقارنةً بمستواه في 2022، ودشّن أمير المنطقة الشرقية، سعود بن نايف بن عبدالعزيز، في يوليو الخطة الاستراتيجية لتطوير مطارات الدمام، والتي تشمل أول توسعة من نوعها في تاريخ مطار الملك فهد، بهدف رفع القدرة التشغيلية لحركة الطائرات إلى 77 طائرة في الساعة، ورفع الطاقة الاستيعابية إلى 32 مليون مسافر سنوياً.

وصاحب تدشين الهوية الجديدة والمخطط العام لمطار الملك فهد إطلاق المخطط العام لمطاري الإحساء الدولي، والقيصومة الدولي، وافتتاح حزمة من المشاريع التطويرية المتكاملة تجاوزت قيمتها الإجمالية 1.6 مليار ريال، شملت تنفيذ 77 مشروعاً تنموياً لتطوير البنية التحتية وتحسين تجربة المسافر.

كما شهد حفل التدشين اختيار تحالف "العربية للطيران" لتشغيل ناقل اقتصادي وطني جديد، يقع مقرها في مطار الملك فهد، على أن يخدم 24 وجهة محلية و57 وجهة دولية، لتعزيز الربط الجوي للمنطقة الشرقية.

الإمارات

أعلن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أبريل 2024 عن اعتماد تصميمات مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، والبدء الفوري في تشييد المبنى بتكلفة 128 مليار درهم (نحو 35 مليار دولار). وسيكون المطار هو الأكبر في العالم بطاقة استيعابية نهائية تصل إلى 260 مليون مسافر، ما يعادل 5 أضعاف مطار دبي الدولي الحالي.

سيمتد مطار آل مكتوم الدولي، المعروف لدى الاتحاد الدولي للنقل الجوي باسم "دبي وورلد سنتر" (DWC)، على مساحة 70 كيلومتراً، وسيضم 400 بوابة للطائرات وخمسة مدارج متوازية، كما سيجرى تشغيله بالكامل بالطاقة النظيفة عن طريق المزارع الشمسية. وستنقل كافة عمليات مطار دبي الدولي إليه خلال السنوات المقبلة.

المغرب

أعلن المغرب أواخر يوليو عن توقيع بروتوكول اتفاق مع المكتب الوطني للمطارات الحكومي لتطوير الطاقة الاستيعابية لمطارات مراكش وأغادير وطنجة وفاس، وبناء محطة جوية جديدة، سترى النور في 2029، ومدرج طيران جديد في مطار محمد الخامس الدولي. وستبلغ الكلفة الإجمالية 38 مليار درهم (4.2 مليار دولار). ويأتي البرنامج في إطار استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال.

مصر

تستهدف الحكومة المصرية رفع الطاقة الاستيعابية لمبنى ركاب 4 بمطار القاهرة الدولي بمقدار 10 ملايين مسافر لتصل إلى 40 مليوناً، على أن يتم تجهيز الصالة بأحدث التكنولوجيا خاصةً بمجال الطاقة المتجددة، ويُتوقّع أن يُنجز المشروع خلال 4 سنوات من الآن.

كما أعلنت مصر، أواخر العام الماضي، اعتزامها بدء طرح مطاراتها على القطاع الخاص لإدارتها وتشغيلها، وفقاً لتصريحات المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد الحمصاني.

كشف الحمصاني أن مجلس الوزراء وافق على تعاقد وزارة الطيران المدني مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، التابعة للبنك الدولي، لتولي دور المستشار الاستراتيجي للحكومة في طرح المطارات.

وأضاف أن مؤسسة التمويل الدولية تُجري الدراسات اللازمة قبل البدء في الخطوة، على أن يعقبها عمليات الطرح والتفاوض مع الشركات الراغبة.

كما افتتحت شركة "سيتا" (SITA) العالمية في مايو الماضي مركز القيادة الجديد في القاهرة، وهو الأول لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتعزيز قدرات البنية التحتية الرقمية لصناعة النقل الجوي في مصر والمنطقة.

وقدم وفد كوري من مؤسسة مطار إنتشون الدولي (IIAC)، خلال لقاء مع وزير الطيران المدني المصري سامح الحفني في وقت سابق من أغسطس، عرضاً تفصيلياً لخبرات المؤسسة في إدارة وتشغيل المطارات الكبرى حول العالم، وآليات تطوير المناطق الاستثمارية المحيطة بها. وتولت المؤسسة الإدارة أو المساهمة في تشغيل وتطوير أكثر من 30 مطاراً دولياً، من بينها مطار إنتشون الدولي في سيؤول، ومطار إسطنبول الدولي، بحسب بيان صدر عن الوزارة.

وكشف الحفني، بحسب البيان، أن الوزارة تستعد لتنفيذ خطة شاملة تتضمن طرح 11 مطاراً للإدارة والتشغيل، موضحاً أن مطار الغردقة الدولي سيكون أول هذه المشروعات، ويُستهدف تشغيله أمام القطاع الخاص قبل نهاية العام.

العراق

كشفت وزارة النقل العراقية في بيان صدر يوليو الماضي عن تفاصيل مشروع تطوير مطار بغداد الدولي بالشراكة مع القطاع الخاص بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، وأشارت إلى أن أعمال التطوير تشمل بناء صالات حديثة بطاقة استيعابية أولية 9 ملايين مسافر، ترتفع إلى 15 مليون مسافر.

وأضاف البيان أن قيمة العقد مع مؤسسة التمويل الدولة لا تتجاوز 500 ألف دولار، وأن المستثمر الذي يقع عليه الاختيار سيكون مسؤولاً عن إدارة وتطوير المطار دون أي تمويل حكومي، وأن حجم الاستثمار يتراوح ما بين 400 و600 مليون دولار. 

وأوضح ناصر الأسدي، مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون النقل، في مقابلة مع "الشرق" في يونيو، أنه سيجري افتتاح العروض المقدمة في شهر سبتمبر، ودراستها وتحليلها، ثم اختيار الشركة المؤهلة.

سوريا

لا تقتصر خطة سوريا لتأهيل وتطوير قطاع الطيران على العاصمة دمشق، فأكد الحصري، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري، أن المشروع يشمل أيضاً تطوير مطار حلب الدولي ليستوعب مليوني مسافر سنوياً، واستثمار مطار المزة العسكري وتحويله إلى مطار مدني.

يأتي مشروع تحويل مطار المزة إلى مطار مدني مخصص للطيران الخاص ورجال الأعمال في إطار رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى تنويع أنماط الطيران في سوريا، وتخفيف الضغط التشغيلي عن مطار دمشق الدولي، وخلق نقطة جذب استثمارية وتجارية متخصصة، بحسب تصريحات الحصري لوكالة "سانا".

ويهدف المشروع إلى إنشاء مركز متكامل للطيران الخاص يستوعب طائرات رجال الأعمال والطائرات الكهربائية الحديثة، إضافة إلى مرافق مساندة ضمن مشروع أوسع تحت مسمى "مجتمع الطيران" يشمل فنادق، ومرافق أعمال، ومعاهد تدريب، ومجمعات سكنية وتجارية تحيط بالمطار.

وأشار الحصري إلى أن هذا النموذج مطبق بنجاح في عدة دول إقليمية مثل مطار آل مكتوم في دبي، ومطار العلا في السعودية، ومطار برج العرب للطيران الخاص في مصر، إذ أثبت فعاليته في جذب الاستثمار، وخلق بيئة أعمال ذات قيمة مضافة مرتفعة دون التأثير على كفاءة المطارات التجارية.

كما أكد أن الأولوية الوطنية تتركز حالياً على تطوير مطاري دمشق وحلب والمطارات الأخرى، بينما يُعد مشروع مطار المزة ضمن الدراسات المستقبلية التي تخدم منطقة دمشق الكبرى والمنطقة الوسطى وفق رؤية متكاملة تراعي الاعتبارات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، بحسب "سانا".

الكويت

أعلنت الكويت في سبتمبر 2023 عن ترسية مناقصة الإنشاءات بمبنى رقم 2 في مطار الكويت الدولي بقيمة 236 مليون دينار (767 مليون دولار) على شركة "ليماك" التركية. وتتضمن المناقصة إنشاء وصيانة الحزمة رقم 3 لمواقف وممرات الطائرات المباني الخدمية لمبنى الركاب الجديد بالمطار.

يُتوقع أن يؤدي افتتاح مبنى الركاب الجديد الذي تقدر كلفته بـ4.34 مليار دولار إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الكويت ثلاثة أضعاف لتبلغ 25 مليون مسافر سنوياً، كما في الإمكان إنشاء مبنى يسمح بالتوسعة المستقبلية ليتسع المطار لعدد 50 مليون مسافر سنوياً. ويُرتقب الافتتاح التشغيلي الفعلي في النصف الأول من 2027.

لبنان

يدرس لبنان إنشاء مطار إضافي، بعدما أدت الحرب بين إسرائيل وإيران إلى إغلاق المنفذ الجوي الوحيد للخروج من البلاد، حيث يدور الحديث عن إطلاق مطار القليعات شمالي البلاد. 

وكشف رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في مارس الماضي عن إنجاز اتفاق مع شركة "دار الهندسة" لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وأنه ترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للخصخصة في اليوم السابق لإعادة تفعيل المرفق. كما ناقش سلام مع وفد مشترك من شركات "دليل" و"أجواء"، المتخصصتين في إدارة تشغيل المطارات، و"غازيل ميدل إيست" و"سي سي سي" (CCC) موضوع مطار القليعات وكيفية المساهمة في تشغيله، إضافة إلى موضوع تطوير أنظمة الأمن في مطار بيروت الدولي.

وأعلن مجلس الوزراء عن تشكيل لجنة وزارية مصغرة مكلفة بدراسة الإطار القانوني الأنسب والأسرع الذي سيتم اعتماده لتطوير المطار، وأن تحدث ترسية عقد التطوير بنهاية العام الجاري على أن يبدأ إقلاع الرحلات خلال سنة، بحسب ما كشفته جريدة "الأنباء" في بداية يوليو.

مطارات إقليمية أخرى قيد التطوير

في ظل طموح إثيوبيا لأن تصبح أكبر مركز للطيران في أفريقيا، وعمل مطار أديس أبابا بولي الدولي، المطار الرئيسي للبلاد، بما يقارب كامل طاقته الاستيعابية عند 25 مليون مسافر سنوياً، عيّنت "البنك الأفريقي للتنمية" في وقت سابق من أغسطس لقيادة جهود لجمع ما يصل إلى 8 مليارات دولار لبناء أكبر مطار في أفريقيا، وخصص البنك نحو 500 مليون دولار، بانتظار موافقة مجلس الإدارة.

ستبلغ تكلفة تطوير مطار بيشوفتو الدولي 10 مليارات دولار، وتخطط "الخطوط الجوية الإثيوبية"، أكبر ناقل في أفريقيا، لتمويل 20% من إجمالي الاستثمار، بحسب تصريحات مسفن تاسيو بيكيلي في الخامس من أغسطس.

وفي تركيا، من المقرر استكمال بناء بقية مراحل مطار إسطنبول الدولي هذا العام، لتصل طاقته الاستيعابية بعد انتهاء جميع المراحل إلى 200 مليون مسافر سنوياً. وقد حل المطار في المركز الثاني في تصنيف "أو إيه جي" لأكثر المطارات الأوروبية ازدحاماً في 2024، بعدد 48.52 مليون مسافر، بينما تصدر تصنيف أغسطس بعدد 4.76 مليون مسافر، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 6.8% عن الشهر نفسه من العام الماضي، ومتفوقاً على مطاري هيثرو في المملكة المتحدة، وشارل ديغول في فرنسا.

كما أعلنت الحكومة التركية في وقت سابق من أغسطس عن خطط لإنشاء أول مطار بحري على ساحل البحر الأسود في البلاد، بهدف تعزيز البنية التحتية وربط المدن الساحلية بالأسواق الدولية. كما تعمل الحكومة، بالتوازي مع مشروع المطار البحري، على تحديث مطار طرابزون لزيادة طاقته الاستيعابية إلى ما بين 140 و160 رحلة يومياً، مع استقباله أكثر من 4 ملايين مسافر سنوياً، بحسب الهيئة العامة للطيران المدني القطرية.