صدى نيوز - تباهى وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، بأنّ جيش الاحتلال دمّر منذ بدء عملياته البرية في مدينة غزة 25 برجًا سكنيًا، زاعمًا أنها "مبانٍ تابعة للإرهاب"، متوعدًا بأنّ القطاع "سيُخرّب ويصبح أنقاضًا" إذا لم تطلق حركة حماس سراح الأسرى وتلقي سلاحها.

وقال كاتس، في منشور على "إكس"، إنه "مع بدء المناورة البرية ونقل مسؤولية القيادة إلى قادة القوات الميدانية، جرى تدمير 25 برج إرهاب. رقم ضخم ومهم. من أجل إزالة أي تهديد قنص عن القوات. قتل مخربون وهُدمت بنى تحتية. وطُلب من سكان غزة الانتقال جنوبًا لحمايتهم".

وأضاف كاتس متوعدًا: "إذا لم تُفرج حماس عن المختطفين وتتخلى عن سلاحها فإن غزة ستُخرّب وتتحول إلى نصب تذكاري لقتلة ومغتصبي حماس"، على حد تعبيره.

يأتي ذلك فيما واصل جيش الاحتلال الأربعاء قصف مدينة غزة ومحيطها بشكل مكثف، وأعلن عن إقامة "مسار انتقال مؤقت" عبر شارع صلاح الدين لخروج السكان جنوبًا، ابتداءً من ظهر الأربعاء حتى ظهر الجمعة، بزعم "تسهيل الانتقال إلى المناطق الإنسانية".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّه وسّع عملياته البرية في المدينة، التي تعرضت لقصف أكثر من 150 هدفًا منذ ليل الإثنين الثلاثاء، مشيرًا إلى أنّ التقديرات العسكرية تفيد بوجود ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل من حركة حماس في المدينة.

وشهدت الأيام الأخيرة نزوحًا كثيفًا من غزة، حيث قُدّر عدد الفارين من هجمات الاحتلال المكثفة بأكثر من 350 ألف شخص، بينما يتمسك آخرون بالبقاء رغم الدمار والقصف. وقالت أم أحمد يونس (44 عامًا): "القصف هنا كما هناك... الموت أرخص وأكثر رحمة".

فيما أوضحت فاطمة لبّد (36 عامًا)، التي نزحت مع عائلتها جنوبًا، أنهم اضطروا للنوم في العراء قرب البحر: "كأننا نعيش يوم القيامة أو الجحيم. حتى الجحيم أهون". وأفاد الدفاع المدني في غزة بارتقاء أكثر 40 شهيدًا خلال ساعات الليلة الماضية، بينهم 23 في مدينة غزة وحدها.

وأثار الهجوم الإسرائيلي على المدينة تنديدًا دوليًا واسعًا، إذ اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أنّ العمليات تهدف إلى "تهجير الفلسطينيين من أرضهم"، فيما أكدت الصين رفضها لتوسيع العمليات العسكرية.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أنّ إسرائيل "عازمة على الذهاب حتى النهاية" في حملتها. كما اقترحت المفوضية الأوروبية فرض قيود تجارية على إسرائيل وعقوبات على وزراء متطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو.

وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة قد خلصت، الثلاثاء، إلى أنّ إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة منذ أكثر من عامين، في ظل الوضع الإنساني الكارثي وتسجيل الأمم المتحدة رسميًا حالة مجاعة في القطاع في آب/أغسطس الماضي.