عندما يتم ذكر اسم هذه المؤسسة فإنه حتماً يتبادر الى ذهننا جرائم الحرب و الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الاسرائيلي اتجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وللمفارقة في هذه الحرب الغير إنسانية التي تشُنّها اسرائيل على قطاع غزة يرتبط بآلة الاحتلال الاسرائيلية اسم هذه المؤسسة الأمريكية اللاانسانية واللااخلاقية والاجرامية بامتياز متكامل الاركان فهذه المؤسسة لا يمكن وصفها بالانحياز للاحتلال الاسرائيلي بل هي شريكة لهذا الاحتلال بعمليات القتل والابادة والاعدامات الميدانية التي تُمارس بحق شعبنا الفاسطيني المدني الاعزل بقطاع غزة عدا أيضا عن كوْنها جزء لا يتجزأ من عمليات تجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وبالرجوع الى طببعة هذه المؤسسة من حيث النشأة والتكوين والادارة العامة و الموظفين فيها سنرى ونلاحظ أن هذه مؤسسة برز اسمها كمؤسسة غزة الإنسانية مع إعلان واشنطن عن إعداد نظام جديد لتقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة عبر شركات خاصة، وذلك في بداية مايو/أيار السابق
لا تملك المؤسسة موقعاً رسمياً أو صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، لكن، وبحسب سجلات المؤسسات الخيرية على موقع Fundraiso – ومقرّه سويسرا -، فإن منظمة غزة الإنسانية (غير الربحية) مسجلة في سويسرا. وتأسّست المنظمة في 11 فبراير/شباط 2025، ومقر عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما وجد ايضا عبر الموقع الرسمي لولاية ديلاوير، أن
منظمة غزة الإنسانية مسجّلة في الولايات المتحدة.
وأما من حيث ادارة هذه المؤسسة فقد كان يترأس ادارتها كمدير عام تنفيذي جيك وود هو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، خدم في العراق وأفغانستان ضمن وحدته العسكرية، وهي الكتيبة الثانية من الفوج السابع لمشاة البحرية الأمريكية، التي انتشرت في كلا البلدين واثناء فترة خدمته في الجيش الامريكي الذي غزا و احتل العراق فقد مُنح وود وسام التقدير من سلاح البحرية ومشاة البحرية تثميناً لـ "شجاعته في القتال". ورُقّي إلى رتبة عريف بفضل "جدارته القتالية"، قبل أن يغادر مشاة البحرية برتبة رقيب.
و بعد استقالة وود تسلم مهام ادارة المؤسسة جون أكري - مدير المنظمة الجديد مديراً تنفيذياً جديداً للمؤسسة والغير معروف عنه شيء تقريبا او طببعة اعماله السابقة، ولكن وبالرجوع الى عمل هذه المؤسسة في قطاع غزة فإننا نجد انها منتشرة في اربعة مواقع في القطاع تخضع هذه المناطق الى سيطرة كاملة لجيش الاحتلال الاسرائيلي و كثيرة هي المشاهدات التي وثقتها وسائل الاعلام والشواهد الكثيرة على كيف يقف الفلسطينيون المدنيون العُزّل في طوابير ينتظرون تلقي هذه المساعدات من قبل هذه المؤسسة التي و بالطبع موظفوها عبارة عن رجال امن شركات امن امريكية تتم تسميتهم بين قوسين ( المرتزقة ) وكيف كانوا يتعمدون في اغلب الحالات اطلاق النار على متلقي هذه المساعدات وبذات الوقت كيف تحولت طوابير الفلسطينيين امام هذه المؤسسة الى منصة اعدام ميدانية لجيش الاحتلال الاسرائيلي و الذي وصل العدد التقريبي للشهداء الفاسطينيون الذين استشهدوا امام مراكز هذه المؤسسة الى الفين شهيد تقريبا والعدد قابل للازدياد غير عن الجرحى والمصابين.
إن هذه المؤسسة الامريكية التي تعمل في بعض مناطق قطاع عزة شريكة مباشرة في العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عن قتل واعدام مئات الفلسطينيين وبناءا على ذلك فإنه واستنادا لنظام روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية وحتى محكمة العدل الدولية بما لها من صلاحيات قانونية بموجب احكام وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف واتفافيات حقوق الانسان كل ذلك يَصلح لأن يُشكّل اساسا قانونيا متيناً لمحاكمة هذه المؤسسة والأشخاص القائمين عليها وحتى محاكمة الدولة المنشئة او الداعمة لها.
بنهاية المطاف لا زال شعبنا الفلسطيني المدني الاعزل يواجه حرب ابادة جماعية و تدمير و قتل و تجويع بشكل ممنهج ومخطط له من اعلى المستويات في دولة الاحتلال اسرائيل ولو طال الزمان سيُحاكم مجرموا الحرب الاسرائيليين على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني لارض فلسطين وحتى اليوم.