صدى نيوز -استقرت مؤشرات الأسهم الآسيوية، في تداولات الخميس، بعدما أظهرت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى في المنطقة أداءً إيجابياً قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية المرتقبة بشدة لاحقاً اليوم.
وسجّلت المؤشرات الرئيسية في اليابان وكوريا الجنوبية والبرّ الرئيسي للصين ارتفاعاً، بينما تراجعت نظيرتها في أستراليا وهونغ كونغ. أما مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ، فظل دون تغيير يذكر بعد خمس جلسات من المكاسب المتتالية. وصعدت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية بعد أن سجّل مؤشر S&P 500 مستوى قياسياً جديداً الأربعاء.
وارتفعت أسهم مجموعة سوفت بنك اليابانية بنسبة 8% تقريباً إلى مستوى جديد، بعد أن قفزت أسهم شركة "Arm Holdings Plc" المملوكة لها في تداولات نيويورك. كما سجّلت أسهم شركة تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ (TSMC) و"إس كي هاينيكس" الكورية الجنوبية مكاسب.
في المقابل، تراجعت أسهم مجموعة "علي بابا" بنسبة 1.3%، إذ تسعى الشركة إلى جمع 3.17 مليار دولار من خلال إصدار سندات قابلة للتحويل دون فائدة، في ما يُعدّ أكبر عملية من نوعها هذا العام، وفقاً لوثائق اطّلعت عليها "بلومبرغ نيوز".
واستقرت عائدات سندات الخزانة الأميركية بعد مكاسب شاملة على مختلف الآجال يوم الأربعاء، في حين ارتفعت السندات الحكومية في أستراليا ونيوزيلندا الخميس. أما مؤشر الدولار، فظل دون تغيير يذكر، واستقر الين مقابل العملة الأميركية.
وكانت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة قد تراجعت بشكل غير متوقع في أغسطس، للمرة الأولى منذ أربعة أشهر، ما خفف من المخاوف بشأن استمرار التضخم وتأثيره على قدرة صناع السياسات على تجنّب تراجع في سوق العمل، في وقت يترقبه المستثمرون قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين.
جدل بشأن مدى خفض الفائدة المرتقب
وقال إيان لينغن وفايل هارتمن من "بي إم أو كابيتال ماركتس": "المستثمرون يدرسون حالياً مدى تأثير بيانات التوظيف لشهر أغسطس، ومراجعات الأرقام السابقة، وأرقام المنتجين على نقاش خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل"، مضيفين: "ما زلنا نرجّح خفضاً بمقدار 25 نقطة. ولتصبح الخطوة الأكبر ممكنة، يجب أن تأتي بيانات التضخم الأساسية اليوم دون التوقعات".
وباستثناء الغذاء والطاقة، تراجعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% خلال أغسطس مقارنة بالشهر السابق، مخالفَةً التقديرات التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 0.3%. كما تم خفض بيانات يوليو السابقة. وعلّق نيل دوتا من "رينيسانس ماكرو ريسيرتش" قائلاً إن "الأرقام قد تعكس محاولة الشركات الحفاظ على تنافسيتها وحصتها السوقية".
وأضاف: "يجب على الفيدرالي أن يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل، لكنني لا أعتقد أنه سيفعل ذلك. لدى التوجهات الداعية للتيسير النقدي مبررات قوية، في حين سيجادل المتشددون بأن البطالة لا تزال منخفضة، وأن الأوضاع المالية ميسّرة، وأن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة بسبب الرسوم الجمركية".
ضعف الدولار مرشح للاستمرار
يرى استراتيجيّو "بلومبرغ" أن الرواية التي ترجّح ضعف الدولار الأميركي ستزداد قوة، مع تنامي ثقة المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو تخفيضات أعمق في أسعار الفائدة.
وقالت ماري نيكولا، استراتيجيّة الأسواق في "ماركتس لايف": "حتى وإن جاءت بيانات أسعار المستهلكين أعلى من المتوقع، فإن مستوى المفاجأة يجب أن يكون كبيراً جداً حتى يغيّر السوق رأيه بخصوص خفض الفائدة. التقديرات تشير إلى ثلاث تخفيضات إضافية خلال ما تبقى من العام، وأي مفاجأة سلبية في بيانات التضخم قد تفتح الباب أمام خفض بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل".
ومن المنتظر أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه في وقت لاحق من اليوم.
في السياق نفسه، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي باستئناف المفاوضات التجارية، في إشارة إلى تهدئة محتملة بعد أسابيع من التصعيد حول الرسوم الجمركية وشراء النفط الروسي.
التضخم الأميركي
تشير التوقعات إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني الغذاء والوقود، قد ارتفع بنسبة 0.3% في أغسطس، للشهر الثاني على التوالي، بحسب متوسط تقديرات استطلاع "بلومبرغ". لكن قراءة أضعف من المتوقع قد تدفع السوق إلى ترجيح خفض بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل.
وترى أولريكه هوفمان-بورشاردتي، من إدارة الثروات العالمية في UBS، أن "تباطؤ نمو الوظائف، بالتوازي مع تضخم يمكن احتواؤه، سيبقي الفيدرالي على مسار خفض الفائدة. ومن المتوقع أن يبدأ الخفض بواقع 25 نقطة أساس هذا الشهر، يتبعها ثلاث تخفيضات متتالية من الحجم نفسه حتى يناير 2026".
أما كريس لاركن من "E*Trade" التابعة لـ"مورغان ستانلي"، فقال: "بيانات التضخم المنتظرة غداً ستكون أكثر تأثيراً، لكن أرقام أسعار المنتجين الصادرة اليوم مهدت الطريق أمام خفض للفائدة الأسبوع المقبل. ورغم أن تقرير الوظائف الأخير رفع من توقعات التيسير، يبقى السؤال هو: إلى أي مدى سيؤثر ذلك على المعنويات في الأجل القصير؟".
وعلى صعيد السلع، انخفض الذهب بشكل طفيف بعد مكاسب الجلسة السابقة، فيما استقرت أسعار النفط بعد ثلاث جلسات من الارتفاع، وسط تقييم المستثمرين لتحركات ترمب التالية ضد روسيا، ما يزيد المخاوف بشأن الإمدادات.
في تطور آخر، تدرس المكسيك فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على واردات السيارات وقطع الغيار والصلب والمنسوجات من الصين ودول لا تربطها بها اتفاقيات تجارة حرة، بحسب وزير الاقتصاد مارسيلو إبرارد.