صدى نيوز - اضطر أهالٍ من قرية السرّ، مسلوبة الاعتراف والواقعة غرب بلدة شقيب السلام في منطقة النقب، جنوبي البلاد، اليوم الثلاثاء ويوم أمس، على هدم 15 منزلا وسقيفتين ذاتيًا، ومن المزمع الاستمرار تنفيذ عمليات الهدم الذاتي خشية من قيام السلطات الإسرائيلية بعمليات هدم واسعة قد تطال نحو 30 منزلًا، ما قد يترتب عليه فرض غرامات باهظة على الأهالي.

ويرفض عدد من الأهالي هدم منازلهم ذاتيًا، مؤكدين أن التعويض المزعوم بقيمة 250 ألف شيكل للمباني التي تُهدم ذاتيًا، والذي لا يُمنح لمن لا يهدم بنفسه، ليس سوى خدعة، إذ لم يُطبّق فعليًا في حالات مماثلة في قرى أم الحيران، ووادي الخليل، وأم متنان، وتل عراد.

كما يؤكد السكان أن السلطات الإسرائيلية، وعلى رأسها "سلطة توطين البدو"، تتعمد عدم تقديم أي حلول عملية بعد تنفيذ الهدم.

ويبلغ عدد سكان قرية السرّ نحو 1500 نسمة. وقد شهدت القرية، خلال الأشهر الأخيرة، عمليات هدم واسعة طالت أكثر من 60 منزلًا ومنشأة زراعية على ثلاث مراحل، ومن المتوقع أن يُهدم أكثر من 200 منزل خلال الأسابيع المقبلة، تنفيذًا لقرار صادر عن محكمة الصلح في بئر السبع يقضي بإخلاء القرية.

وتأتي هذه العمليات في إطار حملة هدم متصاعدة طالت، منذ بداية عهد حكومة نتنياهو الحالية، أكثر من 5000 منزل ومنشأة في منطقة النقب، حيث تضاعفت وتيرتها بأكثر من 400%. وتُنفذ هذه الحملة ضمن مخططات إسرائيلية تهدف إلى حصر أكبر عدد ممكن من أهالي النقب في أقل مساحة داخل البلدات والمدن المعترف بها، وتهجير سكان القرى مسلوبة الاعتراف، والبالغ عددها 38 قرية يقطنها نحو 90 ألف نسمة، تمهيدًا لإقامة بلدات استيطانية يهودية على أنقاضها.

وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية في البلدات العربية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في رهط وطوبا الزنغرية وجديدة المكر ويركا والزرازير وعكا والناصرة وأم الفحم وشفاعمرو وسخنين وعين ماهل ويافا وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة واللد وحرفيش وكفر قرع وبلدات عربية في منطقة النقب وغيرها.