صدى نيوز - تراجعت أسعار النفط، في وقت تجاهل فيه المتعاملون محاولات الولايات المتحدة دفع الهند إلى وقف وارداتها من الخام الروسي، بينما حذّر مراقبو السوق من احتمال تشكّل فائض في المعروض العالمي خلال الأشهر المقبلة.

وانخفض خام برنت دون مستوى 68 دولاراً للبرميل، فيما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 64 دولاراً. يأتي ذلك بعد أن صعّد المستشار التجاري في البيت الأبيض، بيتر نافارو، لهجته ضد نيودلهي، داعياً إياها إلى وقف مشترياتها النفطية من روسيا، بالتزامن مع رفع واشنطن للرسوم الجمركية على الواردات الروسية إلى 50%. وذهب نافارو إلى حد وصف الهنود بـ"المتعجرفين"، واصفاً الحرب في أوكرانيا بأنها "حرب مودي"، في إشارة إلى رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

ورغم أن الصين هي أيضاً مشترٍ كبير للنفط الروسي، فإن البيت الأبيض ركّز انتقاداته على الهند دون غيرها. وفي المقابل، أبدى عدد من المصافي الهندية تمسكاً بمواصلة الاعتماد على الخام الروسي لتحميلات أكتوبر وما بعدها.

ضغوط فائض المعروض

شهدت أسعار النفط تذبذبات هذا الأسبوع، وهي في طريقها لتسجيل أكبر خسائر شهرية منذ أبريل. ويخشى المتعاملون من أن يواجه السوق العالمي فائضاً في المعروض خلال الفصول المقبلة، بعد أن خفف تحالف "أوبك+" قيود الإنتاج، فيما زادت دول خارج التكتل من ضخ الإمدادات.

وقال وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في "ING": "حجم الفائض المرتقب يُبقي النظرة المستقبلية للسوق سلبية بوضوح". لكنه حذر في الوقت ذاته من أن "الخطر التصاعدي الأكبر يبقى في احتمال فرض عقوبات أميركية أكثر صرامة على روسيا، وربما رسوم ثانوية أوسع نطاقاً".

تقديرات متشائمة من "سيتي"

في مذكرة حديثة، قال محللون لدى "سيتي غرو" إن خام برنت سيتداول بمتوسط 66 دولاراً للبرميل في الربع الحالي، على أن ينخفض إلى 63 دولاراً في الربع الأخير من العام، عندما "يبدأ تأثير الفائض في الضغط بشكل أكبر"، بحسب ما جاء في المذكرة التي شارك فيها أنتوني يوان.

ورغم بقاء منحنى "برنت" الفوري في حالة باكورديشن – وهو مؤشر إيجابي – إلا أن الفارق بين العقدين الأقرب تراجع إلى 57 سنتاً فقط، من 72 سنتاً قبل شهر.

بيانات أميركية متباينة

في الولايات المتحدة، رسم تقرير حكومي صدر الأربعاء صورة متباينة للسوق المحلي. انخفضت معدلات التشغيل في المصافي بجميع المناطق، ليتراجع المعدل الوطني إلى أدنى مستوى منذ أوائل يوليو، بينما هبطت مخزونات الخام في مركز "كوشينغ" بولاية أوكلاهوما لأول مرة منذ ثمانية أسابيع.