رام الله - صدى نيوز - كان من حظ وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، أن مستشاراً سابقاً لحملة ترمب كان في ذلك الشارع من مدينة باريس، وقد شاهد جايسون اسبورن، المسؤول الأميركي السابق مع ثلاثة أشخاص قال إنهم إيرانيون، يرافقهم خمسة آخرون من الحرس، وتركوا المكان بسيارات دبلوماسية.

لم تنته المسألة هنا، فبعد أربع وعشرين ساعة نشر جايسون اسبورن صوراً إضافية، وقال إنها لمسؤولين إيرانيين زيادة في تأكيد المعلومات، وأضاف كعادته أسماء مذيعين مشهورين في قناة فوكس نيوز الأميركية والقريبة من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على أمل أن يتناولوا الموضوع ويناقشوا في برامجهم اليومية هذه اللقاءات.


صحيفة بوستن غلوب كانت أول من كشف عن لقاءات جون كيري مع الإيرانيين، وقالت إنه اجتمع بوزير الخارجية الحالي جواد ظريف، وأثار هذا الأمر غضب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال في تغريدة منذ أسبوع، إن على كيري أن يتوقف عن هذه الاتصالات، ولمّح إلى أن الوزير الأسبق ربما يخرق قانوناً أميركياً معروفاً باسم قانون لوغان، ومخالفة بعض مواده هو جريمة خيانة للولايات المتحدة.

لم تتوقف الأمور هنا، عاد ترمب وغرّد مرة أخرى قائلا إن "جون كيري نال حظّه وفشل"، في إشارة إلى أن كيري ترشّح للانتخابات الرئاسية العام 2004 وفشل، كما أنه فاوض على الموضوع النووي مع إيران. واعتبر ترمب أن على كيري الابتعاد عن المفاوضات، واتهمه بإيذاء الولايات المتحدة.


برّر كيري اجتماعاته عند انكشافها بالقول إنه يبقى على اتصال مع نظرائه السابقين، مثلما فعل وزراء خارجية أميركا من قبل، ونفى عن طريق متحدث باسمه أن يكون خالفَ أي قوانين أميركية.

نجح جايسون اسبورن في إثارة بعض الضجة ضد جون كيري، لكن القضية لم تأخذ الحيّز الذي أراده منتقدو وزير الخارجية الأسبق، كما لم يوجّه له أحد تهمة الخيانة العظمى، وأشار أحد كتّاب الواشنطن بوست إلى أن السيناتور تيم كوتون كان بعث برسالة إلى مرشد الثورة الإيرانية خلال المفاوضات على الاتفاق النووي بين إدارة أوباما وطهران، وتشير الرسالة إلى أن الأميركيين سيتراجعون عن هذا الاتفاق، ولم يتهمه أحد بارتكاب خيانة.

من جهة أخرى، شنّ مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، هجوماً لاذعاً على الوزير الأسبق كيري والرئيس باراك أوباما، عندما اتهمهما بالكذب على الأميركيين عندما قالا إن إيران لا تملك خططاً لإنتاج قنبلة نووية، وقال بولتون خلال مقابلة مع شبكة "أي بي سي" الأميركية في برنامج الأحد، إن الوثائق التي نشرتها إسرائيل وقدّمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثبتت أن إيران كان لديها مشروع لبناء سلاح نووي.

يبدو الآن واضحاً الفارق الضخم بين عهدين، فالوزير الأسبق جون كيري يمثّل سياسة الإدارة الديمقراطية السابقة برئاسة باراك أوباما، وتتمسّك بالاتفاق النووي، وتروّج للقول إن إدارة ترمب أعطت طهران الحجة للعودة إلى تخصيب اليورانيوم، فيما حسمت إدارة ترمب الجمهورية أمرها وتريد مواجهة الملف النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ ورعاية إيران للإرهاب وتدخّلها في شؤون الدول العربية.