صدى نيوز - تقوم اليوم وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية ريم العبلي-رادوفان بزيارة الى المنطقة تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن والمملكة العربية السعودية، وهي بذلك تواصل التزامها من أجل مستقبل غزة واستقرار المنطقة بأسرها.

صرحت وزيرة التنمية ريم العبلي – رادوفان بما يلي:

"الأوضاع ما زالت بالغة الصعوبة وغير محتملة: فحركة حماس تواصل احتجاز الرهائن الإسرائيليين، وسألتقي في تل أبيب بعائلاتهم التي تترك معاناتهم أثراً عميقاً في أنفسنا. ورغم سماح الحكومة الإسرائيلية بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، فإن ذلك يظل غير كافٍ على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الملحّة. وفي الوقت نفسه تواصل إسرائيل تدمير قطاع غزة. أما في الضفة الغربية والقدس الشرقية، فإن السياسات الإسرائيلية القائمة على توسيع المستوطنات وعمليات الضم الفعلي تزيد الأوضاع تفاقماً وتعقيداً. لذلك، فإن التوصل إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار بات ضرورة لا تحتمل التأجيل. وفي الوقت ذاته، من الضروري أن نبدأ منذ الآن نقاشاً جدياً حول المستقبل، فشعوب المنطقة بحاجة إلى رؤية واضحة وآفاق ملموسة. ومن وجهة نظري، لا يمكن بأي حال من الأحوال اتخاذ قرارات تتعلق بمستقبل غزة من دون مشاركة الفلسطينيين والفلسطينيات أنفسهم. ولهذا الغرض، أتوجه مجددا إلى المنطقة، لإجراء مشاورات مع شركائنا في رام الله وعمان والرياض، حول الأفكار والإمكانيات المتاحة لإعادة الإعمار وكيفية توظيف الهياكل القائمة بشكل فعّال. وبمجرد أن تسمح الظروف الميدانية، أطمح بصفتي وزيرة للتنمية إلى الإسهام في تمكين أهالي غزة من العيش مجددا بكرامة وأمان في أسرع وقت ممكن."

ستستغرق عملية إعادة إعمار قطاع غزة عقوداً وسيتطلب ذلك موارد ضخمة. ولن يكون تحقيق ذلك ممكناً من دون تضافر جهود المجتمع الدولي ومساهمة قوى إقليمية محورية مثل الأردن والمملكة العربية السعودية. كما يستلزم ذلك توزيع الأعباء المالية لإعادة الإعمار بعدالة بين جميع الأطراف.
في إطار زيارتها، تسعى العبلي-رادوفان إلى حشد التأييد لهذا الجهد الجماعي المشترك. ففي رام الله، تلتقي برئيس الوزراء د. محمد مصطفى، ووزيرة الشؤون الاجتماعية د. سماح حماد، ووزير التخطيط د. إسطفان سلامة. وتتولى وزيرة الشؤون الاجتماعية مسؤولية الإغاثة الإنسانية وبرامج "التعافي المبكر"، التي تهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية المدمَّرة بشكل عاجل وتوفير الخدمات الأساسية التي تُمكِّن من استئناف الحياة في قطاع غزة. أما وزير التخطيط، فيُعنى بوضع رؤية استراتيجية طويلة المدى لغزة، تتضمن إنشاء إدارة فاعلة تحت إشراف السلطة الفلسطينية. ومن الثابت أن حركة حماس لن يكون لها أي دور في مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب.

وفي إسرائيل، تُجري الوزيرة، من بين أمور أخرى، محادثات مع عدد من أفراد عائلات الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

وفي الأردن، تزور الوزيرة مخيماً تابعاً لوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث يعيش بعضهم فيه منذ الجيل الرابع. فقد استقبل الأردن 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين، بالإضافة إلى نحو 1.3 مليون شخص من سوريا. ويواجه الأردن ضغوطاً كبيرة لا تقتصر على توفير الخدمات للاجئين والتعامل مع الأزمات في المناطق المجاورة فحسب، بل يواجه أيضاً أزمة مياه حادة تفاقمت بسبب التغير المناخي المستمر.

ففي عمان، تجري الوزيرة محادثات سياسية مع وزيرة التخطيط زينة طوقان، ونائبة رئيسة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ناتالي بوكلي، لمناقشة الوضع في غزة والمساعدات العاجلة المشتركة للسكان، إلى جانب سبل التعاون في جهود إعادة الإعمار. ويمكن للتعاون الإنمائي الألماني أن يسهم من خلال خبراته في إعادة إعمار غزة، مستفيداً من الشراكة مع الأردن في التعامل مع الأزمة المائية الحادة التي يواجهها البلد.

وفي المملكة العربية السعودية، من المقرر عقد محادثات سياسية وتبادل وجهات النظر مع الصندوق السعودي للتنمية، الذي يُعد النظير السعودي للبنك الألماني للتنمية وإعادة الإعمار (KfW) . وتُعتبر المملكة العربية السعودية قوة إقليمية بارزة على الصعيدين السياسي والمالي، وتشارك ألمانيا الاهتمامات المتعلقة بالقضايا التنموية. وقد أعلنت السعودية بالفعل دعمها للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، التي رحبت بها الحكومة الألمانية بوصفها نقطة انطلاق مناسبة. كما تلعب السعودية دوراً محورياً في جهود إعادة إعمار سوريا.