صدى نيوز - تراجعت أسعار النفط بعد أن وافق تحالف "أوبك+" على زيادة جديدة وكبيرة في الإنتاج، مما أجّج المخاوف من فائض عالمي في المعروض، في وقت تتعرض فيه آفاق النمو الاقتصادي العالمي لضغوط من الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، ما قد يؤثر على استهلاك الطاقة.

وانخفض خام برنت مقترباً من 69 دولاراً للبرميل، بينما تداول خام غرب تكساس الوسيط قرب 67 دولاراً، وذلك بعد أن أقر تحالف "أوبك+" زيادة إضافية بنحو 547 ألف برميل يومياً بدءاً من سبتمبر، بما يتماشى مع التوقعات. ولا تزال هناك ضبابية بشأن ما إذا كانت قيود الإنتاج الإضافية سيتم رفعها في الأشهر التالية.

ويأتي هذا التراجع بعد ثلاثة أشهر من المكاسب المستمرة لأسعار النفط، إلا أن الأسعار هبطت الجمعة الماضية بفعل بيانات ضعيفة للوظائف الأميركية أثارت القلق حيال تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم، في ظل رسوم فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب.

رغم ذلك، يترقب المتعاملون إمكانية أن تتحرك واشنطن هذا الأسبوع لتقييد صادرات النفط الروسي، بما في ذلك مبيعاتها للهند، ضمن مسعى لزيادة الضغط على موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا.

توقعات بتماسك الأسعار هذا العام

وكتب محللو "غولدمان ساكس" ومنهم يوليا جيستكوفا غريغسبي، في مذكرة بحثية: "بينما تبقى سياسة أوبك+ مرنة والتطورات الجيوسياسية غير واضحة، نفترض أن التحالف سيحافظ على مستويات الإنتاج المطلوبة دون تغيير بعد سبتمبر". واحتفظ البنك بتوقعاته لمتوسط سعر خام برنت عند 64 دولاراً للبرميل في الربع الأخير من العام، مع تراجع محتمل إلى 56 دولاراً في عام 2026.

إلى ذلك، فإن زيادة الإنتاج في سبتمبر، التي أعلنها التحالف في عطلة نهاية الأسبوع، تستكمل إلغاء التخفيضات السابقة التي فرضها تحالف من ثمانية أعضاء، من بينهم السعودية وروسيا، في 2023. وقد فُسرت خطوات الاستعادة التدريجية للإمدادات على أنها محاولة منظمة لاستعادة الحصة السوقية.

وفي ظل الغموض المحيط بتدفقات النفط الروسي، لم تصدر الحكومة الهندية أي توجيهات لمصافيها بوقف شراء الشحنات الروسية، بحسب مصادر مطلعة. لكن ترمب كان قد انتقد نيودلهي على مشترياتها، وهدّد بفرض ما يُعرف بالعقوبات الثانوية التي قد تدخل حيّز التنفيذ في 8 أغسطس. وقال ترمب للصحفيين الأحد إن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف قد يتوجه إلى روسيا هذا الأسبوع، على الأرجح يوم الأربعاء أو الخميس.

وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث لدى "بيبرستون غروب" في ملبورن: "ردة الفعل الأولية عند إعادة فتح تداول العقود الآجلة للنفط كانت بيعية". وأضاف أن الأسواق تترقب وجهة "أوبك+" في المرحلة المقبلة، وسط تركيز على العقوبات المحتملة ضد روسيا وشركائها التجاريين، ومستويات المخزون، وأداء الاقتصاد الأميركي.