صدى نيوز - في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تكشف المعطيات الميدانية عن حجم المأساة التي يعيشها الصحفيون الفلسطينيون جراء الانتهاكات والجرائم الممنهجة التي تمارسها قوات الاحتلال بحقهم، في محاولة واضحة لإسكات الحقيقة وتغييب الصورة عن الواقع المؤلم.
ووفقًا لتقرير لجنة الحريات الصحفية في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، المختصة برصد وتوثيق الانتهاكات والاعتداءات والجرائم، فقد سُجل خلال النصف الأول من عام 2025 ما مجموعه 739 انتهاكًا ضد الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام، توزعت على مدار ستة أشهر، وتنوعت بين القتل المباشر، والإصابة الجسدية، والملاحقة، والاعتقال، وتدمير المؤسسات الإعلامية، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.
وسُجل في هذا السياق ارتقاء 33 شهيدًا من الصحفيين، إضافة إلى استشهاد 41 من أقاربهم، ما يعكس سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال. كما بلغ عدد الإصابات بالرصاص والشظايا الدامية 66 إصابة، بينما سُجلت 25 حالة اعتقال، و228 حالة احتجاز ومنع من التغطية، إلى جانب استهداف مباشر بالرصاص في 70 حالة، وتدمير 32 منزلًا لصحفيين، وتدمير 8 مؤسسات صحفية بالكامل.
تؤكد هذه البيانات أن الاحتلال لا يتعامل مع الصحفيين كمدنيين محميين بموجب اتفاقيات جنيف، بل كأهداف ميدانية يجب إخراس صوتها. وتُظهر الأشهر الستة الأولى من العام أن شهر أيار كان الأكثر دموية وخطورة، حيث سُجل فيه 168 انتهاكًا من بينها 10 شهداء، ما يعكس تصعيدًا ممنهجًا في تلك الفترة.
وفي هذا السياق، تؤكد لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين:
"ما يتعرض له الصحفي الفلسطيني يشكل جريمة مكتملة الأركان، ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لحمايته ومحاسبة الجناة."
وتحذر نقابة الصحفيين من خطورة استمرار هذه السياسة، مؤكدةً أن استهداف الإعلام هو استهداف للوعي والذاكرة، ومحاولة لتزييف الوقائع وإخماد صوت الضحايا. وتجدد النقابة، باسم كافة الصحفيين الفلسطينيين، تمسكها بالرسالة الإعلامية المهنية السامية، رغم كل التهديدات، مصرين على نقل الحقيقة للعالم، رغم المخاطر والمعوقات والتحديات.