صدى نيوز - توصلت دراسة دولية إلى نتائج مبشِّرة لدواء بيولوجي جديد يُدعى «جوسلكوماب»، أثبت فاعليته العالية في علاج مرض التهاب الأمعاء المزمن، وتحديداً داء كرون النشط بدرجة متوسّطة إلى شديدة.
وأوضح الباحثون، بقيادة مستشفى ماونت سايناي في نيويورك بالولايات المتحدة، أنّ الدواء يوفّر بديلاً فعّالاً وآمناً، خصوصاً للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية؛ وقد نُشرت النتائج، الخميس، في دورية «ذا لانسيت».
ويُعدّ التهاب الأمعاء المزمن، المعروف طبياً باسم داء كرون، أحد أمراض الأمعاء الالتهابية التي تصيب الجهاز الهضمي، وتؤثر بشكل رئيسي في الأمعاء الدقيقة والقولون.
ويتميَّز المرض بحدوث التهابات مزمنة تؤدّي إلى تقرحات وتورّم في جدران الأمعاء، مما يسبّب عوارض متكرّرة مثل آلام البطن، وإسهال مزمن، وفقدان الوزن، وفقر الدم.
وهو من الحالات التي تتطلَّب إدارة طبية مستمرّة مدى الحياة، وتركّز الجهود العلاجية على السيطرة على الالتهاب، وتخفيف العوارض، ومنع المضاعفات مثل الانسداد المعوي أو الحاجة إلى الجراحة.
وعلى الرغم من توافر عدد من العلاجات البيولوجية للمرض، فإنّ كثيراً من المرضى لا يحقّقون شفاءً مستداماً. واعتمدت الدراسة على تجربتَين سريريتَين من المرحلة الثالثة استمرّتا 48 أسبوعاً.
وشملت التجربتان أكثر من ألف مريض حول العالم، قُسّموا عشوائياً إلى 4 مجموعات لتقييم فاعلية «جوسلكوماب»، مقارنة بعلاج آخر شائع لداء كرون هو «يوستكينوماب»، بالإضافة إلى دواء وهمي.
وأظهرت النتائج أنّ «جوسلكوماب» حقَّق معدلات أعلى في شفاء الأمعاء، ومعدلات أكبر في الوصول إلى «الهدوء العميق للمرض»، وهي الحالة التي يصبح فيها المريض خالياً من الأعراض مع شفاء الأمعاء داخلياً.
كما أظهر الدواء قدرة ملحوظة على تقليل الاعتماد على أدوية «الكورتيزون»، مما يحمي المرضى من آثارها الجانبية طويلة الأمد، وكان له ملف أمان جيّد، إذ بقيت الآثار الجانبية ضمن الحدود المتوقَّعة من دون مشكلات خطيرة جديدة. وقد حصل دواء «جوسلكوماب» بالفعل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، استناداً إلى هذه النتائج.
وعن آلية عمله، يشير الفريق إلى أنّ مسار «إنترلوكين-23» يُعدّ أحد المسارات المناعية الأساسية التي تؤدي دوراً رئيسياً في تحفيز الالتهاب المزمن المرتبط بأمراض مثل داء كرون. ويعمل هذا المسار على تنشيط خلايا مناعية تُفرز مواد التهابية تُسهم في تلف الأنسجة داخل الأمعاء.
ويستهدف دواء «جوسلكوماب» هذا المسار تحديداً، إذ يعطّل إشارات مسار «إنترلوكين-23»، مما يُساعد في تقليل الالتهاب وشفاء الأمعاء من دون التأثير في وظائف مناعية أخرى ضرورية للجسم.
وأكد الفريق أنّ الوصول إلى حالة «الهدوء العميق للمرض» يرتبط بتقليل نوبات التهيّج، والحاجة إلى دخول المستشفى، والمضاعفات مثل الجراحة.
وأضاف الباحثون أنّ هذه النتائج ستؤثر في كيفية تصنيف العلاجات البيولوجية في الخطوط الأولى لعلاج داء كرون عالمياً، وليس فقط في الولايات المتحدة.