صدى نيوز - انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي، إذ امتنعت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة للضغط على روسيا، عن فرض إجراءات فورية تعيق صادرات موسكو من الطاقة.
وتداول خام "برنت" دون مستوى 69 دولاراً للبرميل بعدما خسر نحو 1.6% في جلسة الإثنين، فيما اقترب خام "غرب تكساس الوسيط" من مستوى 67 دولاراً.
وكان ترمب قد أعلن عن تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا لم تنتهِ الأعمال العدائية باتفاق خلال 50 يوماً.
ووفقاً لما قاله السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" مات ويتاكر، فإن هذه الخطوة تمثل فعلياً عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط من روسيا، مشيراً إلى كل من الهند والصين.
وكانت الهند قد برزت كأحد أبرز مشتري النفط الروسي بعد إعادة توجيه تدفقات الطاقة إثر الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022، فيما ظلت الصين تشكل شرياناً دبلوماسياً واقتصادياً لروسيا، مع استمرار مصافيها في استيراد الخام الروسي.
ضغوط متعددة تواجهها السوق
انخفض سعر خام "برنت" نحو 8% منذ بداية العام، متأثراً بتداعيات الحرب التجارية التي يخوضها ترمب، إضافة إلى قرارات "أوبك+" بتخفيف قيود الإمدادات.
وتُثير هذه العوامل مجتمعة مخاوف من أن يتجاوز الإنتاج مستوى الاستهلاك في النصف الثاني من العام، مما قد يؤدي إلى فائض في المعروض، على الرغم من أن مؤشرات السوق الحالية، بما في ذلك الفارق الفوري لعقود "برنت"، تُظهر وجود دعم على المدى القصير.
وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك "آي إن جي غروب": "غياب أي إجراء فوري ضد روسيا، والاعتقاد بأن التهديدات بفرض تعريفات ثانوية لن تُنفذ، يفسران رد فعل السوق".
وأضاف: "لكن في الوقت الحالي، لا تزال العوامل الأساسية تدعم الأسعار على المدى القريب. ونتوقع أن يبدأ التراجع الكبير في السوق اعتباراً من الربع الرابع، حين تبدأ الضغوط النزولية على الأسعار بالتصاعد".
الصين في دائرة المراقبة
من جهة أخرى، رفعت "غولدمان ساكس" توقعاتها لسعر الديزل، كما رفعت توقعاتها لسعر خام "برنت" خلال النصف الثاني من العام بمقدار 5 دولارات إلى 66 دولاراً للبرميل، مشيرة إلى انخفاض غير متوقع في مخزونات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، خصوصاً في الولايات المتحدة. لكنها أبقت على توقعاتها لعام 2026 عند 56 دولاراً.
وكتب محللون من بينهم دان سترويفن في مذكرة: "ما زلنا نعتقد أن أسعار النفط مرشحة لانخفاض كبير بحلول عام 2026".
في آسيا، قيّم المتداولون أداءً قوياً نسبياً لمُعالجي النفط الخام في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وارتفع إنتاج التكرير إلى أكثر من 15.2 مليون برميل يومياً في يونيو، وهو أقوى معدل منذ سبتمبر 2023، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" المستندة إلى أرقام حكومية. كما تحسن مؤشر الطلب الظاهر.
المصدر: بلومبرغ