صدى نيوز - اعتبرت تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عشية الحرب ضد إيران، الشهر الماضي، أن تأجيل هذه الحرب سيكون إشكاليا جدا، بادعاء أنه "يتوقع أن يشتد التهديد التي تشكله إيران على إسرائيل"، وأن شن الحرب في حينه جاء أيضا لأنه بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيكون في البيت الأبيض رئيسا آخر، "لن يكون منصتا بالضرورة للمصالح والتخوفات الأمنية الإسرائيلية، ولن يكون مستعدا للتعاون في مجهود إحباط التسلح الإيراني"، حسب تقرير لرئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، تَمير هايمان.

وأضاف هايمان أن إيران كانت تطور مشروعا صاروخيا، وأن "آلاف الرؤوس الحربية الثقيلة، التي ستكون بحوزة إيران، ستضع مصاعب كبيرة أمام الدفاع عن إسرائيل؛ والقدرة والخبرة الإيرانية لصنع سلاح نووي سيصل إلى مجال الحصانة؛ والأذرع الإيرانية في أنحاء الشرق الأوسط ستعيد بناء نفسها. والاستنتاج هو أن إسرائيل كانت ستجد نفسها في واقع لا يحتمل، ولذلك كان الهجوم في إيران ضروري، رغم المخاطر".

وأشار إلى أن ترامب أعطى ضوءا أخضر لهجوم إسرائيلي في إيران، لكن إسرائيل تخوفت أن يغير رأيه، خاصة إذا "استنتج أنه الهجوم لن يكون لامعا بالشكل الكافي ولن يكون هناك احتمالا لكسب مجد بالانضمام إلى تنفيذه. وفي هذه الحالة، قد ينتهي الهجوم بفشل ذريع لأنه بدون تدمير منشأة فوردو سيكون بإمكان إيران الانطلاق نحو القنبلة وعمليا لن يُنجز شيئا من أهداف الهجوم المركزية".

وأضاف هايمان أن عدم تدخل الولايات المتحدة في الحرب كان سيؤدي إلى حرب استنزاف، لا تريدها إسرائيل، وتدخل الولايات المتحدة في الحرب يجعلها تضع آلية لإنهاء الحرب. كما أنه من دون الولايات المتحدة، ستلحق أضرارا بالغة جدا بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وحسب هايمان، فإن احتمال أن يوعز المرشد الإيراني، علي خامنئي، بالانطلاق نحو صنع سلاح نووي بعد الحرب، هو خطر ساري المفعول الآن، إذ "قد يتوصل خامنئي إلى الاستنتاج أن دولة عتبة نووية لا يردع بالشكل الكافي وينبغي الانطلاق نحو القنبلة. وإذا طلب قنبلة جاهزة من دولة أخرى – كوريا الشمالية، باكستان، الصين، روسيا – فإن التهديد سيتصاعد قياسا بالتقديرات قبل الهجوم وبعده أيضا".

وأشار هايمان، الذي تولى في الماضي منصب رئيس شهبة الاستخبارات العسكرية ("أمان")، إلى أنه "لا نعلم كل شيء. سيستغرق وقتا كي نبلور تقديرا موثوقا للتغيير الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي. كما أن اتخاذ القرارات في إيران منظم ويستمر وقتا طويلا. وفي إيران نفسها أيضا لم تتم بلورة الرد وإعادة التنظيم. لكن بالإمكان في هذه المرحلة دراسة حجم عرقلة المنظومة القيادية والدمار اللاحق بالبرنامج النووي ومستوى الدمار للمنظومة الصاروخية".

رغم ذلك، اعتبر هايمان أن "إيران لم تعد دولة عتبة نووية، أي أن الفترة المطلوبة من أجل الانطلاق لصنع قنبلة نووية بات اليوم أطول من الفترة التي تتطلب تدخلا إسرائيليا بهدف منع انطلاقة كهذه. وبإمكان إيران العودة إلى مكانة دولة عتبة نووية خلال سنة حتى سنتين. ونظريا، بالإمكان أن تصل إيران إلى قدرة لتنفيذ تجربة نووية خلال أقل من سنة، لكن هذا سيعني استعراض قوة من دون قدرة عمليات تشكل تهديدا، وعلى الأرجح أن سيؤدي إلى هجوم أميركي – إسرائيلي بقوة شديدة".

واعتبر هايمان أن "الحرب ضد إيران حققت أهدافها، وتحسن الوضع الأمني الإسرائيلي في المدى القريب. لكن في المدى البعيد، يبدو أن إيران ستستمر في كونها مصدر التهديدات على إسرائيل، إلا في حال تغير النظام فيها. وإيران بعد الحرب هي دولة أضعف لكنها ليست أقل خطرا. وهذا يتطلب سياسة إسرائيلية جديدة على إثر الوضع الجديد، توازن بين الجهوزية لتكرار الهجوم من أجل الحفاظ على الإنجازات وبين إطار اتفاق يقيد ويلجم، للتيقن من إبعاد إيران عن النووي".

وتابع أنه "لا ينبغي رفض اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، بشرط استيفاء الشروط الأساسية التي تمنع إيران من استئناف نواياها النووية وتوضيح الخطوط الحمراء: بدون تخصيب يورانيوم مستقل، مع رقابة دولية دائمة".

المصدر: عرب 48