صدى نيوز - تتواصل جهود إخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية السورية لليوم السابع على التوالي، وسط ظروف صعبة ومعقدة تواجه فرق الإطفاء المحلية والدولية.

 

وأتت النيران حتى الآن على نحو 14 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، بينها 28 موقعا تحول بالكامل إلى رماد، ما يجعل هذه الحرائق من أخطر الكوارث البيئية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.

وتشارك في عمليات الإطفاء 16 طائرة متخصصة من تركيا والأردن ولبنان، مع توقعات بزيادة العدد إلى 20 طائرة لدعم الجهود الجوية، إلى جانب آليات برية وفرق إطفاء تعمل على الأرض بالتنسيق مع غرفة عمليات مشتركة تضم الوزارات المعنية وجهات دولية.

ورغم هذا التنسيق، تواجه الفرق تحديات كبيرة أبرزها التضاريس الوعرة، مثل المنحدرات الحادة والغابات الكثيفة، التي تعيق الوصول إلى بؤر النيران، خاصة في مناطق الشيخ حسن وقسطل معاف. كما تسهم الرياح القوية في تسريع انتشار النيران رغم إنشاء "خطوط نار" بواسطة الآليات الثقيلة لعزل بعض المناطق المشتعلة.

ويزيد الوضع خطورة وجود مخلفات الحرب من ألغام وذخائر غير منفجرة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة رجال الإطفاء ويعقد عملهم بشكل كبير.

وفي موازاة هذه الجهود، جرى إجلاء أكثر من 25 عائلة من منطقة الغسانية في ناحية كسب بعد اقتراب ألسنة اللهب من منازلهم، فيما حثت السلطات السكان المجاورين على البقاء في منازلهم وارتداء الكمامات بسبب الدخان الكثيف الذي غطى سماء محافظات مجاورة مثل إدلب وطرطوس.

كما أطلقت الحكومة السورية حملة "بأيدينا نحييها" في خطوة استباقية تهدف إلى إعادة تشجير المناطق المتضررة ودعم الأهالي الذين فقدوا ممتلكاتهم.

ورغم وجود مؤشرات إيجابية على إمكانية السيطرة على الحرائق في وقت قريب، يبقى التحدي الأكبر هو وضع خطط طويلة الأمد لإعادة تأهيل الغابات وإنشاء منظومة إنذار مبكر لمواجهة مثل هذه الكوارث مستقبلا.