اقتصاد صدى - شهد الدولار الأميركي تذبذباً يوم الجمعة، متراجعاً نحو أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة أمام اليورو والجنيه الإسترليني، وسط تزايد الرهانات على خفض أكبر في أسعار الفائدة الأميركية، وترقّب المستثمرين لاتفاقيات تجارية قبل الموعد النهائي المحدد في يوليو (تموز) لرسوم الرئيس دونالد ترمب الجمركية.

وساد الهدوء المشهد الجيوسياسي عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ما أتاح للأسواق تركيزاً أكبر على السياسة النقدية. وارتفعت توقعات المستثمرين بخفض الفائدة بعد تصريحات باول «المتساهلة» أمام الكونغرس، إضافة إلى تزايد احتمالات تعيين الرئيس دونالد ترمب لخليفة أكثر ميلاً للتيسير النقدي، في خطوة تهدف إلى تقويض نفوذ باول قبل انتهاء ولايته في مايو (أيار) ، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، قالت كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في «بنك الكومنولث الأسترالي»: «كلما تم الإعلان مبكراً عن بديل لباول، كلما أصبح يُنظر إليه كرئيس فاقد للنفوذ».

وبحسب بيانات السوق، يتوقع المتداولون الآن خفضاً بمقدار 64 نقطة أساس هذا العام، ارتفاعاً من 46 نقطة أساس متوقعة قبل أسبوع فقط.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 97.398، وهو أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، متجهاً لتسجيل سادس انخفاض شهري على التوالي، وبتراجع سنوي تجاوز 10 في المائة. في المقابل، سجل اليورو 1.1688 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2021. وبلغ الجنيه الإسترليني 1.3725 دولار، مقترباً من ذروته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وانخفض الين الياباني إلى 144.56 للدولار، بينما استقر الفرنك السويسري عند 0.8013. بالقرب من أعلى مستوياته في عشر سنوات.

رسوم ترمب التجارية في الأفق

وتترقب الأسواق إشارات على تقدم في المفاوضات التجارية قبل حلول موعد 9 يوليو، وهو الموعد النهائي لتطبيق رسوم جمركية إضافية ضمن خطة ترمب. وصرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بضرورة التوصل إلى اتفاق «سريع وبسيط» مع واشنطن. في المقابل، أشار مسؤول في البيت الأبيض إلى التوصل إلى تفاهم مع الصين بشأن تسريع شحنات المعادن النادرة.

تأثير الدولار على العملات الأخرى

ودفع ضعف الدولار الأميركي عملات أخرى نحو الصعود؛ فقد بلغ الدولار الأسترالي 0.6564 دولار أميركي، وهو أعلى مستوى له في سبعة أشهر، مع توقعات بتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.6 في المائة - الأقوى منذ أبريل (نيسان). كما ارتفع الدولار التايواني إلى أعلى مستوياته منذ أبريل 2022، بدعم من عمليات بيع واسعة للدولار من قبل مستثمرين أجانب ومصدرين محليين.

الأنظار نحو بيانات التضخم الأميركية

الحدث المنتظر حالياً هو صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، التي قد توفر مزيداً من الإشارات بشأن توجهات الفيدرالي المستقبلية.

وقال كريستوفر وونغ، محلل العملات في «أو سي بي سي»: «إذا جاءت القراءة منخفضة، فقد تُعزز الخطاب الحذر الأخير من الاحتياطي الفيدرالي، ولا يُستبعد إعادة تسعير أكثر حذراً في الأسواق - وهو ما سيزيد الضغط على الدولار الأميركي».