ترجمة صدى نيوز - كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، تفاصيل عملية "نارنيا" التي كان الهدف منها تصفية العلماء النوويين الإيرانيين خلال الضربة الافتتاحية التي نفذتها إيران يوم الجمعة الماضي.
توضح الصحيفة، كما ترجمت صدى نيوز، أنه في عام 2012، تم تشكيل "منتدى قطع الرأس"، وهو اسم غير رسمي أطلقه مجتمع الاستخبارات في إسرائيل على مجموعة ضمت نحو 20 ضابطًا في سلسلة من المناقشات التي جرت في أواخر ذلك العام، واستعرض بشكل أساسي ملفات جميع العلماء في المشروع النووي الإيراني المعروفين لإسرائيل.
قبل عامين تحديدًا في نهاية عام 2022، تحت الاسم الرمزي "نارنيا" تم البدء في صياغة القائمة وطرق العمل من أجل "قطع رأس" قمة المشروع العلمي للسلاح النووي.
يقول "يوتام" وهو اسم مستعار لرئيس الفرع النووي الإيرني في مجال التكنولوجي بقسم الأبحاث في وكالة الاستخبارات، إن "لمعرفة هي العنصر الأهم في بناء قنبلة ذرية، ولذلك اخترنا العلماء النوويين الذين سيسبب إبعادهم عن الساحة أكبر ضرر، حتى لا نسمح للإيرانيين بصنع قنبلة".
ووفقًا للصحيفة، فإنه تم تصنيف العلماء إلى 4 درجات وفق أولوية تصفيتهم، وفق سلم أولويات حسب معرفته العسكرية وخطورة كل شخص.
وبينت أنه برزت الحاجة إلى سلسلة الاغتيالات التي شنت الأسبوع الماضي كفكرة في سبتمبر/أيلول الماضي، لدى كبار المسؤولين في الوحدة 8200، وقسم الأبحاث في مديرية الاستخبارات والموساد، وهيئات أخرى في المؤسسة الأمنية.
وكان الدافع وراء ذلك الهزيمة التي ألحقها الجيش الإسرائيلي بحزب الله، والتي أعقبها الهجوم الناجح على إيران وتدمير نظام دفاعها الجوي في أكتوبر/تشرين الأول، ثم في ديسمبر/كانون الأول انهيار نظام الأسد في دمشق وتدمير نظام دفاعه الجوي. كما تقول الصحيفة. وفق ترجمة صدى نيوز.
ودفع تسلسل الأحداث العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى الاعتقاد بأن فرصة غير مسبوقة قد سنحت، فرصة العمر، لمهاجمة إيران.
اعتقدت إسرائيل أن إيران في أضعف حالاتها، وهذا سيصعب عليها الدفاع عن نفسها من أي هجوم، وكذلك تنسيق رد متعدد الجبهات من شأنه أن يضر بإسرائيل.
يقول يوتام: "في هذه المرحلة، بدأنا بالتحضير للحدث، وكنا نبحث عن علماء ذوي معرفة واسعة في مجال الأسلحة النووية .. كلما كانت المعرفة الفريدة التي يمتلكها الشخص أكثر تميزًا، زادت صعوبة استبداله، مما أدى إلى تأخير أكبر".
وهكذا، اجتمع منتدى "قطع الرؤوس"، الذي حسم مصير العلماء على بعد آلاف الأميال، وقرر من سيصنف في المستوى (أ) وهو الأعلى أهمية، ومن سيُصنّف في المستويات الأخرى، وهي الأدنى أهمية.
واستذكر يوتام قائلاً: "دارت نقاشات حادة. لكم أن تتخيلوا غرفة فيها عدد من الأشخاص ذوي العشرة خانات، يراجعون ملفات كل من هؤلاء المستهدفين، ويتناقشون ويتجادلون، هل هذا العالم أ؟ هل هو ب؟ ربما ج؟ ما مدى أهميته؟ ما مدى قابليته للتبادل؟ أين هو من الآخرين؟ ونراجع القائمة مرارًا وتكرارًا، لأن لكل هجوم على عالم ثمن. لسنا تهاونين في هذا الأمر".
وبينت أنه تم جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن هؤلاء العلماء، وتم تنفيذ الضربة التي كانت أكثر تأثيرًا باغتيالهم في يوم الضربة الافتتاحية.
ولفتت إلى أن جميع من قتلوا وضعوا في رأس القائمة، باعتبارهم يمثلون مراكز محورية في المشروع النووي الإيراني ويتمتعون بخبرات أكبر في تطوير السلاح النووي.
وذكرت أن من بين من تم استهدافهم، فريدون عباسي خبير في الهندسة النووية، ومحمد مهدي طهرانشي خبير في الفيزياء، وأكبر مطاليزاده خبير في الهندسة الكيميائية، وسعيد برجي خبير في هندسة المواد، وأمير حسن فكي خبير في الفيزياء، وعبد الحميد منوشهر خبير في الفيزياء النووية، ومنصور عسكري خبير في الفيزياء، وأحمد رضا دولفكري درياني خبير في الهندسة النووية، وعلي بخاي كاتريمي خبير في الميكانيكا.