صدى نيوز - قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الجمعة، إن للهجوم على إيران ثمنًا تعمل إسرائيل على تقليصه، متوقعا موجات من الهجمات الإيرانية، داعيًا إلى عدم الوقوع في نشوة الانتصار، مشيرا إلى أن الهجوم كان مقررا في نيسان/ أبريل وتأجل لـ"أسباب مختلفة".

جاء ذلك في تصريحات مصورة وجهها نتنياهو للإسرائيليين في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي استهدف مواقع عسكرية ونووية إيرانية، وقال إنه أدى إلى تدمير منشاة نطنز النووية، مشيرا إلى أن الهجمات ستتواصل وستستهدف المنظومة الصاروخية الإيرانية.

وشدد نتنياهو على أن العملية "ستستمر طالما اقتضت الحاجة، لإبعاد التهديد قدر الإمكان". وأوضح أن الهجمات ستتواصل وتركّز على "القدرة على إنتاج الصواريخ"، مشيرًا إلى أن كل هذه المنشآت "على سطح الأرض وفي متناول اليد"، وأن إسرائيل تعتزم "القضاء على الجزء الأكبر منها".

متى اتخذ القرار؟

وصرّح نتنياهو بأنه "أصدر التعليمات للمنظومة الأمنية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني"، وأنه "تم تحديد موعد تنفيذ العملية في نهاية نيسان/ أبريل، لكنها تأخرت لأسباب مختلفة".

وقال: "التاريخ الدقيق نُسّق بناء على توصية الجيش والأجهزة الأمنية، وبالتشاور مع رئيس الأركان، إيال زامير، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس. هذا لم يحدث بالصدفة، ولا لأسباب هامشية. إذا امتلكت إيران سلاحًا نوويًا، فلن يكون لنا وجود هنا".

واعتبر أنه في أعقاب "تدمير المحور الإيراني"، سرعت طهران مشروعها النووي وتطوير سلاح نووي، مشيرًا إلى أنها عملت كذلك على تسريع برنامجها الصاروخي، وأنه بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير، شرعت في بناء منظومة قادرة على إنتاج 300 صاروخ باليستي شهريًا.

وقال إنه حاول خلال ولاياته السابقة، وتحديدًا في عامي 2011 و2012، الدفع نحو المصادقة على تنفيذ هجوم ضد المشروع النووي الإيراني، لكنه لم ينجح في تأمين الأغلبية اللازمة، مضيفًا: "الوضع اليوم مختلف".

إلى متى ستستمر المواجهات؟

وعن مدة استمرار المواجهات العسكرية مع إيران، قال نتنياهو "لا أستطيع أن أفصل في هذا، ولكنني قلت أنه سيستمر طالما اقتضت الحاجة، لكي نبعد ونزيل التهديد بقدر ما نستطيع، في الوقت المطلوب لذلك".

وأضاف "سُئلت عن مصير منشأة قم ومواقع أخرى، لا يمكنني التوضيح، لكننا مطالبون بالتعامل مع الحد الأقصى من الأهداف الممكنة". وتابع أن الهدف هو التعامل مع "القدرة على إنتاج الصواريخ، فكل ذلك موجود على سطح الأرض وفي متناول اليد، ونعتزم القضاء على الجزء الأكبر من هذه القدرة".

وقال "استهدفنا جزءًا كبيرًا من القيادة العامة الإيرانية وعددًا من كبار العلماء النوويين. سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) نفذوا عملًا بطوليًا. لقد دمرنا منشأة نطنز، وهناك أهداف أخرى أيضًا".

التنسيق مع واشنطن

وعن التنسيق مع الولايات المتحدة قال: "قلت إنني آمل ألا تعارض أميركا، لكن الأمر ليس أبيض أو أسود. حتى إن لم يكن الموقف الأميركي مثاليًا، كان لا بد من تنفيذ الضربة"، مشيرا إلى أن الأمر متروك الآن لقرار الرئيس دونالد ترامب

وقال: "إذا لم نحصل على دعم أميركي فلن نهاجم، وإذا لم نهاجم فمصيرنا المحتوم هو الزوال بنسبة 100%". وأضاف: "إننا مضطرون لتغيير مسار تسلّح إيران، سواء النووي أو الباليستي".

وتابع "قلت أن دعما أميركا أو على الأقل عدم معارضة واشنطن، هو أمر حيوي ومهم للغاية، وقلت دعوا ذلك لي ولوزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، أجرينا محادثات كثيرة مع المسؤولين الأميركيين، بعضهما لم يكشف عنه".

وتابع "أبلغنا الأميركيين مسبقًا، لقد علموا بالضربة، وما سيفعلونه الآن أتركه للرئيس ترامب الذي يتخذ قراراته بشكل مستقل. سياساته واضحة ومنهجية: عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".

وأردف نتنياهو: "قلت لترامب إن عنصر المفاجأة هو العامل الحاسم للنجاح. رأينا ذلك في أحداث سابقة، ورأيناه الآن أيضًا. إنها واحدة من أكثر الهجمات تميّزًا من نوعها في التاريخ، وسيتم دراستها لاحقًا. لقد تسببت بفوضى في إيران".