متابعة صدى نيوز: لم تنكر إسرائيل أنها تُسلح عصابة ياسر أبو شباب في غزة، في محاولة منها لتجربة طرق مختلفة لكسر وجود حماس في قطاع غزة في حربها المستمرة منذ حوالي سنة و8 أشهر، ولكن اللافت تعمدها في أكثر من مناسبة ربط اسم أبو شباب وعصابته بالسلطة الفلسطينية، ربما لتضرب عصفورين في حجر واحد، فزيادة رقعة الانقسام الفلسطيني تصب بكل تأكيد في مصلحة الإسرائيليين بهذه المرحلة، وفق خبراء.
يقدم أبو شباب نفسه هذه الأيام باعتباره منقذاً لأهالي قطاع غزة من الجوع والقصف، رغم أنه قبع في أحد سجون وزارة الداخلية بغزة على خلفية قضايا سلب ونهب ومخدرات وتهريب.
ويتعمد الإعلام العبري الترويج بأن أبا شباب يمتلك جيشاً كبيراً، في حين تؤكد مصادر مطلعة في قطاع غزة أن جماعته لا تتجاوز بضعة أفراد.
وهو أسلوب إسرائيلي لتعميق الخلاف بين عائلات وعشائر قطاع غزة أنفسهم ولتفكيك المجتمع الفلسطيني أكثر، ولضرب العلاقة بين حركتي فتح وحماس.
محادثة "مسمومة" مع أبو شباب
مراسل إذاعة جيش الاحتلال دورون كادوش، نشر محادثة قال إنه أجراها مع ياسر أبو شباب، قال له فيها أبو شباب إنه يحافظ على علاقة جيدة جداً مع العديد من الشخصيات في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، كما يُحافظ على اتصالات مع المؤسسة الأمريكية التي تُقدّم المساعدة.
ويقول المراسل الإسرائيلي إنه طلب من أبو شباب أن يتعمق بالحديث أكثر عن تعاونه مع السلطة الفلسطينية، في محاولة منه لتعزيز فكرة ربط اسم أبو شباب بالسلطة الفلسطينية.
وكما يروج الإعلام العبري، فالأمر ليس فقط علاقة جيدة تجمع أبو شباب بالسلطة الفلسطينية، بل يصل الأمر لحوارات وآلية عمل، فيقول المراسل الإسرائيلي: "أكد لي أبو شباب وجود آلية للحوار والتواصل مع السلطة الفلسطينية، وقال إنها آلية وطنية تتجاوز كل الخلافات".
السلطة تنفي أي علاقة مع أبو شباب.. ولا اتهامات من حماس أو الفصائل
المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء أنور رجب، نفى في حديث إعلامي وجود أي علاقة لأي من أجهزة الأمن الفلسطينية بـ"ياسر أبو شباب" ومجموعته المسلحة التي تعمل في قطاع غزة وتحديدا في منطقة رفح.
وقال أنور رجب إن لا علاقة للأجهزة الأمنية الفلسطينية بظاهرة المدعو ياسر أبو شباب أو أي مجموعة فلسطينية مسلحة لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي من السلطة الفلسطينية.
ولم يصدر عن حركة حماس أو أي فصائل فلسطينية في قطاع غزة بيانات أو إدانات تتهم فيها السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع أبو شباب، وهو ما يؤكد عدم صحة ادعاءاته بأن المسلحين التابعين له يسيطرون على مناطق بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات وحماية المدنيين.
عائلته تتبرأ منه وتهدر دمه
تعاون ياسر أبو شباب المعلن مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة دفع قبيلته "الترابين" وهي من أكبر قبائل المثلث الفلسطيني- المصري- الأردني إلى التبرؤ منه وهدر دمه.
وفي 30 مايو/ أيار الماضي اجتمع كبار رجالات عائلة أبو شباب في قطاع غزة، وتداولوا فيما بينهم في أمر ياسر أبو شباب الذي يتزعّم عصابة تقوم بنهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وتعمل بالتنسيق مع جهاز الشاباك الإسرائيلي الذي زوّدها بالسلاح.
وأصدر رجالات عائلة أبو شباب بيانا أعلنوا فيه أنهم استدعوا المذكور، وواجهوه بالتهم الموجّهة إليه بخصوص انخراطه فيما قالوا إنها "نشاطات أمنية مشبوهة لا يمكن السكوت عنها"، لكنه نفى ذلك، وادّعى أن ما يقوم به محصور في الجوانب الإغاثية فقط.
وقال البيان إن رجالات العائلة وأعيانها تأكدوا من خلال مشاهد مصوّرة بثّتها المقاومة من تورط مجموعات ياسر أبو شباب في إطار أمني خطير، وصل إلى حدّ العمل ضمن تشكيلات المستعربين، ومساندة قوات الاحتلال الصهيوني الذي "يقتل أبناء شعبنا بوحشية".
وبناءً على ذلك، قررت العائلة "التبرؤ التام من المدعو ياسر أبو شباب"، واعتباره خارجًا عن نهج العائلة الوطني والأخلاقي، وأنه "لم يعد لا هو، ولا بعض شباب العائلة الذين يعملون معه، يمتّون بصلة إلى عائلتنا الأصيلة التي قدّمت ولا تزال تقدم في سبيل فلسطين".
وشدّد البيان على أن العائلة ستقوم بملاحقة ياسر ومحاسبته بأشد الوسائل الممكنة، ولن تسمح بأن يكون سببًا في تشويه سمعة العائلة وتاريخها المشرّف، ودعت الجميع إلى التبرؤ منه وأهدرت دمه.