صدى نيوز - اختتمت النيابة العامة مشاركتها في المنتدى العالمي الخامس للعدالة مع الأطفال، والذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد بين 2 و4 حزيران الجاري، وسط حضور دولي رفيع المستوى من نواب عموم ومسؤولين قضائيين، ومنظمات حقوقية دولية، وممثلين عن أنظمة عدالة الأطفال من مختلف دول العالم.
وأكد النائب العام المستشار أكرم الخطيب أنه لا يمكن الحديث عن عدالة للأطفال دون التوقف، بكل مسؤولية، عند النموذج الأكثر فظاعة واستمرارية لانتهاك حقوق الأطفال، والمتمثل في واقع الطفولة الفلسطينية تحت الاحتلال، مسلطا الضوء على الانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون، من قتل عشوائي، واعتقال تعسفي، ومحاكمات عسكرية، وحرمان من التعليم والرعاية الصحية، في ظل غياب أي شكل من أشكال المساءلة الدولية، مما يُقوّض أسس العدالة ويفاقم معاناة الطفولة في فلسطين، وجاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الدولية الرابعة الخاصة بتعزيز المساءلة والعدالة للأطفال في سياقات الأزمات والعنف والنزاعات المسلحة.
وشدد المستشار الخطيب على التزام النيابة العامة بالعمل ضمن مسارين متكاملين، وهما توثيق جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق اطفال فلسطين وفق المعايير الدولية، والعمل في ذات الوقت على تطوير منظومة عدالة وطنية صديقة للطفل، من خلال تعزيز دور نيابة حماية الأحداث وتبني سياسات تراعي مصلحة الطفل الفضلى.
وافتتح النائب العام إلى جانب رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار عبد الغني العويوي ورشة عمل خصصت في اطار المؤتمر لفلسطين بعنوان: "نظام عدالة الأطفال في فلسطين: التحديات والمسارات نحو نهج أكثر ملاءمة للأطفال"، حيث رحب خلالها النائب العام بالتعليق العام رقم 27 المرتقب صدوره عن لجنة حقوق الطفل بشأن "الوصول إلى العدالة" وعبر عن تطلعاته إلى اعتماده كمرجعية أساسية في تطوير السياسات الوطنية ذات العلاقة، وقدم خلال الورشة رئيس نيابة الأحداث الأستاذ ثائر خليل، عرضًا حول الجهود الوطنية لتطوير نظام عدالة الأحداث، واستعرض أبرز التحديات الميدانية، وملامح العمل الجاري لتعزيز السياسات والممارسات التي تراعي مصلحة الطفل الفضلى.
وفي سياق منفصل، شارك الأستاذ خليل أيضًا في جلسة دولية متخصصة حول الوساطة في أنظمة عدالة الأطفال، حيث ناقش آليات بديلة للتقاضي تضمن تحقيق العدالة بطريقة أكثر إنصافًا وملاءمة للأطفال، وتُسهم في تعزيز ثقافة الإصلاح والتأهيل.
هذا وقد شاركت رئيس النيابة العامة الأستاذة دارين صالحية في أعمال اللجنة العلمية للمنتدى، إلى جانب نخبة من الخبراء والمختصين، حيث ساهمت في مراجعة أوراق العمل وتقييم الجلسات العلمية وفقًا للمعايير الدولية، بما يعزز من دور فلسطين في الساحات الحقوقية العالمية.
وقد جاء المنتدى بتنظيم مشترك من المبادرة العالمية للعدالة مع الأطفال، ومؤسسة أرض الإنسان، والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، والرابطة الدولية لقضاة ومحاكم الشباب والعائلة (IAYFJM)، والحرم الجامعي العالمي لحقوق الإنسان، بدعم من جامعة "كوميياس" الإسبانية، وبمشاركة منظمات دولية أخرى.
وتوَّج المنتدى أعماله بإطلاق "الإعلان العالمي بشأن منع العنف في أنظمة عدالة الأطفال"، و"الاستراتيجية العالمية للعدالة مع الأطفال 2025–2030"، والتي تهدف إلى إرساء رؤية طويلة المدى لحماية وتمكين الأطفال داخل منظومة العدالة.