صدى نيوز - عقد تحالف المؤسسات الشبابية في فلسطين مساء أمس الثلاثاء جلسة حوارية في مقر مؤسسة قامات، إحدى مؤسسات التحالف، بعنوان: "سبل تعزيز مشاركة الشباب في الشأن العام ما بين الواقع السياسي ومتطلبات التغيير"، بمشاركة عدد من ممثلي المؤسسات الشبابية، واستضافة الوزير السابق وعضو المجلس التشريعي السيد قدورة فارس.

يسّرت الجلسة أماني توام من مؤسسة بيالارا، عضوة التحالف، وساهمت في إدارة النقاش بفعالية عالية، وهدفت الجلسة إلى فتح نقاش معمّق حول واقع مشاركة الشباب في الشأن العام، من خلال تسليط الضوء على التحديات السياسية والاجتماعية التي تعيق انخراطهم، واستكشاف الأدوات والفرص الكفيلة بتعزيز دورهم في صناعة القرار.

في مداخلته الأساسية، أشار السيد قدورة فارس إلى أن الشباب الفلسطيني لطالما لعبوا دورًا رياديًا في المراحل النضالية المختلفة، منذ ثورة 1936 وحتى الانتفاضة الأولى، لكن السنوات العشرين الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في هذا الدور، واعتبر أن الساحة اليوم "مشغولة شكليًا بالشباب، لكنها خالية فعليًا من تمثيلهم"، بفعل سيطرة نخب تقليدية على القرار السياسي وغياب القيادات الشابة.

وتناول النقاش أبرز التحديات أمام الشباب، بما يشمل الانقسام السياسي، غياب الانتخابات، الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتراجع الأمل العام، وأجمعت المداخلات على أن التغيير لن يتحقق إلا إذا قاده الشباب أنفسهم.

في مداخلته، أكد منسق التحالف، أنس الأسطة، أن "الانتخابات هي الخيار الوحيد والأمثل للخروج من هذا الانسداد السياسي الممتد منذ نحو عشرين عامًا"، داعيًا إلى إعادة بناء الحياة السياسية على أساس الشراكة الشبابية والعدالة التمثيلية.

وشارك في النقاش كل من سامي شماسنة من مؤسسة ديار الشبابية، الذي أشار إلى غياب أي قائد شبابي حقيقي في المرحلة الراهنة، معتبرًا أن ذلك يعمّق فجوة المشاركة؛ ووسام قطناني من مؤسسة الروزنة، الذي شدد على أهمية الوصول إلى الشباب بأدواتهم الرقمية وخطاب قريب من واقعهم، كما لفتت هيام أشهب من مؤسسة لوشية فلسطين إلى أثر غياب الانتخابات وازدياد الهجرة على تهميش الشباب، بينما أكد فادي شتية من المؤسسة ذاتها أن الشباب يعيشون صدمة ما بعد 7 أكتوبر، وأن أي تحرك يجب أن يأتي من داخل التيارات المعترضة في الحركة الوطنية.

وخرجت الجلسة بعدد من التوصيات، أبرزها: تعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب، تطوير أدوات المشاركة بما يتناسب مع التحولات الرقمية، إبراز النماذج القيادية الشابة، الدفع نحو التغيير في الثقافة السياسية، تشجيع المبادرات الذاتية، والتأكيد على أهمية الوصول إلى مراكز صنع القرار بدلًا من الاكتفاء بالمشاركة الرمزية.

تأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة لقاءات سياساتية يخطط التحالف لعقدها بالشراكة مع مؤسساته الأعضاء خلال الأشهر المقبلة، بهدف فتح قنوات حوار مباشر مع صناع القرار وتعزيز التأثير الشبابي في السياسات العامة.

ومن الجدير ذكرة أن تحالف المؤسسات الشبابية كانت قد تأسس قبل أكثر من عامين، و ذلك بمبادرة من مركز الأرض للأبحاث والدراسات والسياسات، في سياق الاستخلاصات التي انبثقت عن دراسات جادة استمرّ لعدة سنوات، حول سبل الإسهام في تعزيز فاعلية المؤسسات الشبابية في الشأن العام، وتمكينهم من التأثير الفاعل في دائرة صنع القرار السياسات والوطني والاجتماعي. و يضم التحالف حوالي خمسين مؤسسة عاملة في العمل الشبابي .