في أوروبا الصليبية الاستعمارية يتردد اسم فلسطين وتُرتفع راياتها أكثر من بعض الدول العربية والإسلامية ومنها تنطلق دعوات شعبية ورسمية بمعاقبة إسرائيل ونبذها ومراجعة الاتفاقات العسكرية والتجارية معها ،وتم استدعاء سفير إسرائيل في أكثر من دولة أوروبية لتوصيل رسالة احتجاج على حرب الإبادة والتجويع في غزة والمطالبة بوقف الحرب وإدخال مساعدات ،كما تتزايد المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين بينما تتحول إسرائيل لدولة منبوذة .
في المقابل تبقى مواقف الدول العربية والإسلامية المُطبعة مع إسرائيل على حالها، حتى لم نسمع عن قطع علاقة أو استدعاء السفير الإسرائيلي ولو للفت نظر إسرائيل الى خطورة ما تقوم به! كما لم نسمع عن دعوات لمراجعة الاتفاقات الأمنية والاقتصادية التي أبرموها مع اسرائيل كما فعلت بريطانيا صاحبة وعد بلفور ودول أوروبية أخرى بل وصل الأمر في بعض الدول العربية لمنع رفع علم فلسطين وحظر أي مظاهرات مؤيدة لها.
قد يكون الموقف الأوروبي الاخير محاولة لتبرئة الذات من المسؤولية عن قيام إسرائيل ودعمها ومدها بكل مقومات البقاء طوال ٧٧ عاما والتهرب من المسؤولية عن جريمة جديدة سترتكبها إسرائيل قد تكون أخطر من كل جرائمها السابقة كالتهجير القسري لأهالي غزة أو ضم الضفة، ومع ذلك هناك تحولات شعبية مهمة يمكن توظيفها لصالح فلسطين.