هل من مساس بالأدب إذا ما قلت أن الجماعة و كل ما نبت عنها هي واحدة من أعظم المصائب و الإبتلاءات التي مُنيت بها أمة الإسلام و العرب ! 

مرض عضال لا علاج له إلا بالكيّ أو البتر..

فهم النسخة المستحدثة من المُحَكِّمة الحرورية للخوارج. 

فبعد تشويههم للرسالة الأنبل و المنهاج الأعدل شوهوا في وجدان الملايين من العرب و المسلمين ولوثوا فكرة المقاومة و الفداء بطريقة لا يمكن ان تكون إلا نتاج تخلف عقلي و أخلاقي.. 

وهل أتجنى على التاريخ و الحقيقة إذا سمحت لنفسي بأن أُذَكِّر كيف رجع النبي عليه الصلاة و السلام عن بَلدِه ومَسقِط رأسه وموطِنه الأم "مكة" ليحمي أرواح الناس ؟ وكيف أنقذ خالد بن الوليد المسلمين في معركة مؤته بسحب قواته المقدرة بثلاثة آلاف مقاتل مقاوم مؤمن طاهر ووقف القتال مع الروم و قواتهم المقدرة باكثر من ربع مليون مقاتل كافر بمحمد ورسالته؟ نعم خالد .. سيف الله .. هل يفهمون ؟ أم أنني أُخالف قوانين الطبيعة اذا ما ظننت أو توهمت انهم سيفهمون ؟ ويمكن أن أضرب عشرات الأمثلة عن النضال الحق و المقاومة الحق و القتال الصحيح .. مقاومة تحمي ولا تهدد ..تصون ولا تبدد .. 

تماما كما فعل الفدائيون المقاومون الفلسطينيون في لبنان.. و آثروا الحفاظ على أرواح و مقدرات لبنان وأهله و شعبهم الفلسطيني. 

 ألم تتضح الصورة ؟ بعد كل هذه المقاتل و لا يمكن بأي حال أو مقياس منطقي أن نسميها حُروبا .. بل هي مذابح راح ضحيتها مئات الآلاف و دمرت فيها بيوت و مساجد و صوامع ورغم كل هذا لم تدرك نوابت الجماعة ان خططهم العسكرية فاشلة ..وأنه كان يمكن إستثمار بطولات و فدائية المقاومين بشكل أفضل في إطار ( و أعدوا ) في سياق برنامج وطني جامع ..لكن خوارج العصر أبو إلا أن يضيعوها هباء منثورا و تنازعوا فذهبت ريحهم ثكلتهم أمهاتهم . 

كان يمكن أن يخالفوا و يختلفوا و يوافقوا أو يرفضوا في إطار شورى وطنيه بعنوان واحد و غطاء واحد وهدف واحد .. لكنهم فضلوا التنقل وتغيير عناوينهم بين العواصم . 

يعلنون الجهاد على العدو من العيديد ؟ ما أوقحهم ..ولا ادري أهي وقاحتهم أم جهلهم أو ربما هي نذالتهم أو كل ذلك؟