كثير من المراهنات بنيت على القمة الخليجية الامريكية التي انهت اعمالها اليوم الأربعاء 14 مايو فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، هذا التفاؤل أنبنى على بعض كلمات ترامب، قبيل جولته، عن الجوع في غزة وكثرة عدد الضحايا وضرورة وضع حد لمعاناة أهل غزة بالإضافة الى عدم زيارة ترامب لإسرائيل في هذه الجولة والتوتر في علاقة ترامب مع نتنياهو، وأعتبر محللون سياسيون ان ذلك دليل على تحوُل في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، لدرجة توقع البعض اعتراف ترامب بدولة فلسطينية في الضفة والقطاع !! وكأن ترامب تغير بين ليلة وضحاها.
مع تمنياتنا أن يحدث اختراق إيجابي أمريكي في ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وخصوصا أن واشنطن الدولة او الطرف الوحيد في العالم القادر على لجم جماح اسرائيل وطرح مشروع تسوية قابلة للتنفيذ، إن رغبت في ذلك، إلا أن الهدف من كل هذا التهويل والترحيب الخليجي تحديدا بزيارة ترامب هو التأكيد على استمرار العلاقة مع واشنطن وتعزيزها في المجالات التكنولوجية والاستراتيجية وتجنٌب إغضاب الرئيس ترامب المتقلب المزاج.
أما بالنسبة لهدف الرئيس ترامب من جولته الخليجية فهو عقد صفقات تجارية واستثمار مزيد من أموال الخليج في الولايات المتحدة ومواجهة الاختراق الاقتصادي والمالي الروسي والصيني لمنطقة الخليج. وقد نجحت زيارة ترامب للرياض في طمأنة دول الخليج في الجوانب الأمنية وتم الترحيب برفع العقوبات عن سوريا وما تحقق من تفاهمات مع الحوثيين في اليمن والحوار مع إيران، ولكن كان الأمر مختلفا مع القضية الفلسطينية حيث غابت تقريبا إلا تكرار حديث قادة الخليج عن عموميات القضية.
في افتتاح القمة يومه الاربعاء كرر قادة دول الخليج مطالبهم بسلام في المنطقة وقيام دولة فلسطينية أما الرئيس ترامب وفي كلمة الافتتاح لم يأتي على ذكر الدولة الفلسطينية ولم ترد كلمة فلسطين او الفلسطينيين إطلاقا ً في كلمته ووردت كلمة (شعب غزة) فقط دون طرح اي مبادرة سلام ولا حتى مبادرة لوقف الحرب والجوع ودخول مساعدات لغزة،
كما لم يتطرق للممارسات الإسرائيلية في الضفة والقدس.
إن كان ولي العهد السعودي استطاع إقناع ترامب برفع العقوبات عن سوريا وترتيب لقاء بين ترامب والرئيس السوري الشرع فإنه لم يستطع ترتيب لقاء بين ترامب والرئيس الفلسطيني،وكان حضور المسألة السورية ورفع العقوبات عن سوريا عند المجتمعين أهم من القضية السورية .
لو كان ترامب صادقاً لوجد آلية لوقف حرب الإبادة أو على أقل تقدير دخول الطعام لجياع غزة، ولكنه يتحجج بالخلاف مع نتنياهو للتهرب من الموضوع ويحمل المسؤولية عن كل ما يجري في القطاع لنتنياهو وكأن ترامب وادارته حمامة سلام.
انتهت جولة ترامب باتفاقات استراتيجية مالية وأمنية تحقق مصالح الطرفين الأمريكي والخليجي، مع عدم حدوث أي تغيير في السياسة الامريكية تجاه الفلسطينيين بل نخشى أن يُطلق ترامب يد اسرائيل لاستكمال حرب الإبادة والتطهير العرقي.
في هذه القمة ،التي يتزامن انعقادها مع الذكرى ٧٧ للنكبة ،الكل استفاد وربح في هذه القمة. الامريكيون والخليجيون وسوريا وحتى اسرائيل ربحت من خلال حديث ترامب عن ضم دول جديدة للاتفاقات الإبراهيمية وقد تكون السعودية وسوريا أول المطبعين الجُدد ،ايضا تجنب المجتمعون إدانة اسرائيل أو مطالبتها بوقف حرب الإبادة في غزة بل حتى لم يتفق المجتمعون على آلية لدخول المساعدات لغزة جبرا على إسرائيل ،وكان الخاسر الأكبر هي القضية الفلسطينية وشعبها.