اقتصاد صدى - انخفضت أرباح شركة "بي إم دبليو" (BMW) الألمانية للسيارات بنسبة 23% خلال الربع الأول، بعدما أدت المنافسة المحتدمة في الصين إلى تراجع مبيعات الشركة في أكبر سوق لها إلى أدنى مستوى منذ خمس سنوات.
أعلنت "بي إم دبليو" الأربعاء أن الأرباح قبل الفوائد والضرائب بلغت 3.14 مليار يورو (3.6 مليار دولار)، ما يُمثل أدنى نتائج مالية خلال الربع الأول منذ 2022. فيما تراجع هامش أرباح الشركة الألمانية من صنع السيارات إلى 6.9%.
يتزامن ذلك مع التحديات التي تواجهها شركات صنع السيارات الألمانية، ومن بينها "بي إم دبليو" و"مرسيدس بنز غروب"، لاستعادة حصتها السوقية في الصين، حيث تهيمن الشركات المحلية، وفي مقدمتها "بي واي دي"، على مبيعات المركبات الكهربائية، وتواصل التقدم بقوة في قطاع السيارات الفاخرة.
وتراجعت مبيعات "بي إم دبليو" في الصين 17% خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام، ما يُعد أسوأ أداء في الربع الأول منذ 2020.
شركات السيارات تحت ضغط الرسوم
في غضون ذلك، تشكل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديداً آخر للأرباح. فرغم أن "بي إم دبليو" أبقت على توقعاتها المالية للعام دون تغيير، إلا أنها أقرت بأن التوترات التجارية زادت حالة عدم اليقين.
كما تراجعت "مرسيدس" و"ستيلانتيس" عن توقعاتهما نظراً للارتباك الناجم عن إجراءات الرسوم الجمركية التي تتغير بوتيرة سريعة، بينما أشارت "فولكس واجن" إلى أنها لم تأخذ تأثير التعريفات الجديدة في الاعتبار حتى الآن.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"بي إم دبليو" أوليفر زيبسه في مارس إن الشركة ستتكبد تكلفة بنحو مليار يورو هذا العام إثر الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات المكسيك وكندا والصين، وإنها تدرس إضافة مناوبات عمل في مصنعها بالولايات المتحدة في سبارتانبرغ، في ولاية ساوث كارولاينا، لرفع الإنتاج المحلي وتخفيف تأثير الرسوم الجمركية على الأرباح.
وشكلت السيارات الكهربائية نقطة مضيئة لـ"بي إم دبليو"، في ظل ارتفاع المبيعات في أوروبا 32% على أساس سنوي، وبنسبة 64% إجمالاً. واستفادت "بي إم دبليو" وشركات أخرى من نفور المستهلكين من "تسلا" بعد مشاركة إيلون ماسك بشكل أكبر في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ودعمه التيارات السياسية اليمينية المتطرفة في أوروبا.