اقتصاد صدى- وسط تصاعد التوترات التجارية العابرة للأطلسي، أكد المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، أن بروكسل ستعدّ حزمة إجراءات مضادة لمواجهة الرسوم الجمركية الأميركية المتزايدة على صادراتها، في وقتٍ أبقى فيه الباب مفتوحاً أمام التفاوض، لكن من دون التنازل عن خيارات الرد.
أوضح شيفتشوفيتش خلال جلسة نقاش في البرلمان الأوروبي أن الرسوم الأميركية المفروضة حالياً تغطي نحو 70 من صادرات الاتحاد إلى أميركا، وقد ترتفع إلى 97 في المئة في حال شملت تحقيقات واشنطن المقبلة قطاعات إضافية مثل الأدوية والرقائق الإلكترونية.
تطول الرسوم حالياً الفولاذ والألومنيوم والسيارات بنسبة 25 و10 في المئة على أغلب السلع الأخرى، مع احتمال رفعها إلى 20 في المئة بعد انتهاء مهلة التسعين يوماً التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كفرصة أخيرة للتفاوض، وتنتهي في 8 يوليو تموز المقبل.
يخطط الاتحاد الأوروبي، الذي كان قد جمّد مؤقتاً رسوماً مضادة على واردات الصلب الأميركية لإعطاء فرصة للمحادثات، لاستغلال الفترة المتبقية لوضع إجراءات توازن جديدة وحماية السوق الأوروبية من موجات استيراد بديلة قد تنتج عن التحول في حركة التجارة العالمية بسبب ما وصفه بـ«جدار الرسوم» الأميركي.
وقد تم تشكيل وحدة خاصة لمراقبة هذه التحولات، ومن المتوقع أن تصدر أولى نتائجها منتصف مايو.
تعود الخلفية إلى عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وخطابه التصعيدي بشأن الميزان التجاري الأميركي، لا سيما مع الاتحاد الأوروبي الذي طالما وصفه بـ«الشريك غير العادل».
ومنذ مطلع العام، كثّفت واشنطن قراراتها بفرض رسوم على عدد متزايد من المنتجات الأوروبية، متذرعة بحماية الأمن القومي والصناعة المحلية.
يفضّل الاتحاد الأوروبي، من جهته، حلاً تفاوضياً «عادلاً ومتوازناً»، لكنه في الوقت نفسه، وفقاً لتصريحات شيفتشوفيتش، لن يتردد في استخدام كامل أدواته التجارية «لضمان تكافؤ الفرص»، ما يعني أن الصيف المقبل قد يكون حاسماً في مسار العلاقات التجارية بين الجانبين.