صدى نيوز - بدأت وحدات من القوات السوفيتية في 30 أبريل 1945 عملية كبرى لاقتحام مبنى "الرايخستاغ"، برلمان ألمانيا النازية، خلال آخر العمليات للسيطرة على برلين.

 

عمليات الجيش السوفيتي الهجومية للسيطرة على برلين، والقضاء على النازية في عقر دارها تواصلت من 16 أبريل إلى 2 مايو، ونفذتها وحدات من الفيلق 79 التابع للجيش الثالث لجبهة بيلاروس الأولى.

بحلول 25 أبريل 1945، حاصرت الدبابات السوفيتية وقوات المشاة برلين. كان النازيون مصممين على القتال حتى النهاية وكان عدد قواتهم في المدينة يبلغ 200000 جندي وضابط معززين بثلاثة آلاف مدفع و250 دبابة.

وضعت حينها خطة لمواجهة السوفييت، قُسمت برلين بموجبها إلى تسع مناطق مع تركيز قوات أكبر في اتجاه وسط المدينة. سدت الشوارع بالحواجز وتحولت نوافذ وأبواب معظم المباني إلى منافذ لإطلاق النار، وأطلقت مدافع النازيين الرشاشة وأخرى مضادة للطائرات النار من مخابئ خرسانية. كما استخدمت قوات النازيين أنفاق مترو المدينة في الاختباء والتنقل والمناورة.

على الرغم من المقاومة العنيفة واليائسة، تمكنت القوات السوفيتية من الوصول إلى وسط برلين في غضون أيام قليلة. كان مبنى الرايخستاغ يقف بمثابة سد أمام الوحدات السوفيتية المتقدمة. المبنى كان يشبه قلعة حقيقية. قام النازيون بأغلاق النوافذ والأبواب بالطوب الأحمر وتركوا فجوات في المبنى لنيران المدافع الرشاشة.

علاوة على ذلك، تم إغلاق الطريق في ساحة قريبة من مبنى البرلمان الألماني بخندق مائي، وأمام واجهته نصبت خمس بطاريات مدفعية معززة بالدبابات وبفرقة من قوات الصفوة المعروفة بـ"أس أس"، إضافة إلى قوات أخرى بما في ذلك وحدات من حرس أدولف هتلر الشخصي.

كانت الوحدات الألمانية النازية لا تكتفي بالدفاع بل وتحاول الهجوم على القوات السوفيتية الزاحفة. وكان على الكتائب السوفيتية أطلاق النار بصورة مباشرة لإسكات نقاط إطلاق النار الألمانية المنتشرة.

تحت غطاء ناري، شنت الكتائب السوفيتية هجوما كاسحا يوم 30، وتمكنت من عبور الخندق المملوء بالماء، وانخرطت في معركة داخل الخنادق أمام "الرايخستاغ"، ثم فتحت جميع قطع المدفعية السوفيتية النار في الساعة 13:00 على مبنى البرلمان الألماني واستهدفت أيضا التحصينات المجاورة ونقاط إطلاق النار.

في نفس اليوم، زحف الملازم راخيمزان كوشكارباييف والجندي غريغوري بولاتوف في الساعة 14:25 إلى القسم المركزي من مبنى البرلمان الألماني وثبتا العلم الأحمر على عمود بالقرب من درج المدخل الرئيس، وفي نفس الوقت اقتحمت مجموعة من الجنود السوفييت المبنى من جهة الشمال.

وأخيرا اقتحمت مجموعة هجومية سوفيتية في المساء مبنى الرايخستاغ، وقام أفرادها بتحطيم الباب الرئيس ثم صعدت المجموعة إلى السطح وتوجهت إلى الجهة الأمامية للمبنى. غرس المقاتلون السوفييت في الساعة 22:40 الراية الحمراء في تجويف بتمثال آلهة النصر.

صباح اليوم التالي، صعدت مجموعة من المقاتلين السوفييت يتقدمهم الملازم أليكسي بيريست، بإسناد مدفعي، إلى السطح وقاموا برفع علم الهجوم لفرقة المشاة 150 هناك. في وقت لاحق، أصبح هذا العلم راية للنصر.

رفع العلم الأحمر فوق الرايخستاغ لم يكن وقتها يعني النصر الكامل. قام النازيون بهجوم مضاد اندلع إثره حريق في المبنى.

بنهاية النطاق، عرض النازيون الذين أجبروا على الاختباء في الطوابق السفلية التفاوض ليلة 2 مايو. رواية تقول إن قادة النازيين اشترطوا ألا تقل رتب العسكريين السوفييت الذين سيشاركون في التفاوض عن عقيد. لم يكن يوجد بين الضباط السوفييت هناك رتبة أعلى من رائد.

بادر الملازم أليكسي بيريست إلى تقديم نفسه على أنه عقيد. مضى للتفاوض مع قادة النازيين على جسر بوتسدام صحبة جنديين ومترجم. اتفق الجانبين على ضمان حياة العسكريين الألمان مقابل استسلامهم غير المشروط.

انتهى الأمر فجر يوم 2 مايو. وقع هيلموت ويدلينغ، قائد دفاع برلين بيان الاستسلام، وجرى بث أمر الجنرال الألماني على الراديو من مكبرات الصوت.

 تدريجيا هدأت أصوات إطلاق النار في المدينة، وبدأت أعداد كبيرة من العسكريين الألمان في الزي الرمادي تخرج من الأقبية والأنقاض وتمضى في طوابير إلى مواقع القوات السوفيتية. رفعوا أيديهم عاليا ولوح بعضهم بخرق بيضاء.

المصدر: RT