رام الله - صدى نيوز - تتساوى الأمهات بين شعوب العالم في عادة الغناء للأطفال أثناء هدهدة النوم، حتى تصنف هذه "الغناوي" بأنها نوع من التراث الإنساني المتصل بين الأجيال، وتكون كلماتها محلية مستمدة من بيئة الأم تحمل أكثر من مغزى وتؤدي بأكثر من لحن أيضاً، وتبدأ بصوت عالٍ ينخفض تدريجياً إلى أن يصل إلى "التمتمة" عندما يكون الطفل قد نام.

ورغم تغير (الهندول) القديم إلى سرير أكثر رفاهية إلا أن نهر الأغنيات الحنونة لا يزال فياضاً حتى وإن بدت الكلمات أقل تعقيداً على طريقة "نام.. حبيبي نام" فإن لها نفس أثر المفعول المهدئ للطفل.

في السعودية تتنوع لهجات هذه الأهزوجة بتغير المكان، وتبقى هذه العادة بكل تفاصيلها البسيطة حاضرة في مشهد نوم الطفل محاطاً بصوت أمه الدافئ والنغمة المنسابة من صوتها إلى قلبه الصغير، هذه الموسيقى التصويرية تعطي المشهد أعلاه بعداً عاطفياً وتزيده جمالاً.


في بعض المناطق الساحلية الجنوبية في السعودية من القنفذة إلى جازان تربط قطعة عريضة من القماش في طرفي قوائم كرسي نوم منفرد مصنوع من الخشب والحبال يسمى " #القعادة "، وتمارس الأم الترجيح (الهدهدة) إما بيدها وهي تجلس أرضاً أو بقدميها وهي على: "القعادة" وتردد أهازيج مثل:

يا هوه يا هواني يا ريحة الريحاني
وانافدا حبيبى يا راحتى وطيبي
وانافدا وليدى ياعقدي المجيدي
ومنها أيضاً:
هِيوهَه .. هِيوهَه
أنا فدا ابني الهاني
أنا فدا ابني الهاني
أشارك يا بن الهاني
لغدرة الزماني
لما الشيب يشاني
وكل ما يشاني
هيوهه.. هيوهه
وهذه القصيدة ذكر الزميل (أنور خواجي) أنها للشاعر (محمد محسن مشاري).

وفي نجد وسدير هناك أهزوجة شهيرة للأمهات :
يا نوم دوّخ دوّخ
بعيون (ابني) نوّخ نوّخ
وبعد هذا المطلع هناك من يضيف ويعدل بعض الكلمات بما يراه مثل:
ابني يبغى ينام
نذبح له جوز الحمام
ترى نكذب يا حمام بس
نبغى (ابني) ينام

وفي بعض مدن المنطقة الغربية نجد أن الأم تردد:

دوها.. يا دوها
والكعبة بنوها
أو :
يالله يرقد ..يالله ينام
واذبح له جوزين الحمام
ويا داية هرّي هرّي

ولا جدال بأن لدى القارئ أيضاً قائمة من الأغنيات التي كان يسمعها من أمه أو جدته عند تنويم الأطفال أو أداء العمل المنزلي اليومي، ولا زالت ذاكرته تختزن شيئا من نغماتها وملامحها، السؤال هل تتذكر هذه الأغنيات؟، شاركنا إذاً بعضها وسنغمض أعيننا ونغنيها معاً!