رام الله - صدى نيوز - كشفت نتائج دراسة طبية جديدة نشرها فريق من جامعة ويسترن أونتاريو، أن دماغ الإنسان يمكن أن يستمر بالعمل مدة 10 دقائق إضافية بعد وفاة الجسد. حيث سبق وأكدت بحوث علمية أن هناك دليلاً علمياً على أن المخ يمكن أن يستمر في العمل بعد أن يكون المريض قد مات.
وكان الباحثون يعتقدون في وقت سابق أن كل نشاط الدماغ تقريبا انتهى في موجة واحدة غامضة ضخمة بعد دقيقة واحدة من الموت. ولكن تلك الدراسات كانت مبنية على الفئران – ولم يجد البحث أي تأثير قابل للمقارنة في البشر.
نتائج مذهلة
وقام باحثون من الجامعة الكندية بتقييم النبضات الكهربائية في المخ، بالعلاقة بنبضات قلب عدد من الأشخاص، بعد رفع أجهزة حفظ الحياة عنهم، مؤكدين أنهم لاحظوا نوعا من الموجات لا زالت تعمل في أدمغة أشخاص فارقوا الحياة، وأن هذه الموجات استمرت بعد توقف كل من إيقاع القلب وضغط الدم الشرياني (أب)”.
وأجرى الأطباء فحوصاتهم على 4 أشخاص متوفين، فاكتشفوا أن أدمغتهم جميعا قد استمرت بعملها بعد توقف القلب وضغط الدم. وقالت الدراسة إن دماغ أحد المتوفين استمر في نشاطه قرابة 12 دقيقة وهي مدة طويلة لم يسبق رصدها.
وقال الأطباء إنهم لا يعرفون بعد ما هو الغرض من النشاط وأنه من الصعب التفكير في أن النشاط كان نتيجة لحدوث خطأ، بالنظر إلى أن جميع المعدات المستعملة في التجارب يبدو أنها تعمل بشكل جيد”.
وما يحدث للجسم والعقل بعد الموت لا يزال غامضا تماما تقريبا للعلماء. فقد أظهرت دراستان أخريان في العام الماضي، على سبيل المثال، أن الجينات تستمر في العمل – بل إنها تعمل بشكل أكثر نشاطا – في الأيام التي يموت فيها الناس.
نشاط في المخ
وأوضحت ورقة البحث، المنشورة في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية: “أنه من الصعب افتراض أن هناك أساساً فسيولوجياً لهذا النشاط في المخ، نظراً لأنه يحدث بعد فترة طويلة من فقدان الدورة الدموية”.
وذكرت الدراسة أن ما لا يقل عن 20% من الأشخاص الذين بقوا على قيد الحياة، بعد توقف القلب، يقرون بأنهم كانت لديهم “تجربة غير دنيوية”، بينما كانوا موتى إكلينيكيا. ومع ذلك، يقول العلماء إنه من السابق للأوان بكثير أن نتحدث عما قد تعني تجربة ما بعد الموت، لا سيما بالنظر إلى أن الأمر كان يتعلق بحالة مريض واحد، وفقاً لموقع “ساينس أليرت”.
تجارب
وفي عام 2013، تم التحقيق في ظاهرة مماثلة في تجارب على الفئران التي توقفت قلوبها. وكشف البحث، الذي نشر في دورية مجلة “ناشيونال أكاديمي أوف ساينس”، أن الفئران أظهرت “وابلاً من نشاط المخ لمدة دقيقة واحدة”، بعد قطع رؤوسها.
ويعد هذا النمط من النشاط مشابهاً لذلك الذي شوهد عندما كانت هذه الحيوانات واعية تماماً، باستثناء إشارات تكون أقوى بـ8 مرات.
وقال الباحثون إن الاكتشاف بأن المخ يكون نشطاً للغاية في الثواني التي تعقب توقف القلب يشير إلى أن الظاهرة مادية، أكثر منها روحية.