جمهورية الصين الشعبية دولة فيها 56 قومية تتعايش بسلام وتحترم معابدهم وأماكنهم الدينية وتحافظ على احترام حرية العبادة لكل الأديان وتحترم حقوق الإنسان وتسعى بكل جهدها لايصال شعبها بكل قومياته إلى الحياة الرغيدة وحجم التطور في منطقة شينجيانغ مهول يتقدم على معظم المناطق ولديهم حكم ذاتي والمساجد تم تسجيلها كارث عالمي يتم الحفاظ عليها.

زرت مع وفد عربي يضم 11 دولة واطلعنا على كل مناحي الحياة واختلطنا بالسكان وتحدثنا معهم وزرنا معهد لإعداد الائمة ومنهم من يحفظ القرآن، والمعلمون هم خريجين من الأزهر الشريف وايضا حفظة القرآن ولهم مكانة مرموقة في منطقتهم حيث الاغلبية من الإيغور المسلمين دخلوا الإسلام منذ القرن التاسع وما زالوا يتمتعون باحترام شديد واهتمام للدولة حيث المدارس كانها متاحف، وهذا موجود في مناطق اخرى مثل مقاطعة ننغشيا التي زرتها ايضا وصلينا في مساجدها العريقة كما صلينا في مسجد في العاصمة بكين و تجد المساجد في كل منطقة تزورها، وتقدم لهم سنويا الالاف المنح للحج في مكة المكرمة، اذن ما حقيقة الدعاية الأمريكية والغربية التي تقول ان هناك استهداف للإسلام والمسلمين؟!؟ وهل هناك إضطهاد لهم ؟ الاجابة ببساطة لا.

طبيعة ما يحدث ببساطة أن هذه المنطقة لها حدود مع ثمانية دول ومركز طريق الحرير منذ القدم وعند إعلان الصين عن مشروع الحزام والطريق جن جنون أمريكا والدول الغربية وبدأت بتحريض السكان للانفصال عن جمهورية الصين الشعبية ولكن الصين ترفض الانفصال وتواجه بصرامة وتعاقب من يحاول التعاون مع الاعداء لضرب وحدة البلاد، ولا تستهدف ديانه معينه، وقد يقبل البعض فكرة دولة منفصلة ويقول حق الشعوب ان تقرر مصيرها إذا كان هناك اجماع ولكن ال 56 قومية التي تعيش هناك واغلبها من الإيغور المسلمين ترفض هذا الانفصال وتقف مع وطنها، حيث قالوا نعم نحن مسلمون ولكن وطنيون نريد ان نبقى جزء من دولتنا جمهورية الصين الشعبية ونرفض تقسيمها لخدمة أمريكا ودول الغرب، ويعلم الجميع ان جمهورية الصين الشعبية لها من القدرة على اخماد اي حركات انفصالية و لن تنجح امريكا في مسعاها كما نجحت في ادخال المسلمين في حرب مع روسيا في افغانستان وعندما خرج الروس قامت امريكا بذبحهم و السيطرة على كل مواردهم الطبيعية و فرضت عليهم قيادات تابعة لهم مثل كرازي، وقتلت ملايين بقصفها بطائرات ال بي 52 فهل هذه الدولة تسعى لنصرة الاسلام والمسلمين، وهل ننسى ما فعلت في العراق واليمن وليبيا وسوريا ولبنان وليس آخرها حرق شعبنا وحرب الابادة الجماعية في غزة و هدم معظم مساجدها وحتى كنائسها و مستشفياتها ودمرت اكثر من 300 الف منزل على رؤوس ساكنيها من المدنين نساء وشيوخ وأطفال وترفض حتى وقف اطلاق النار هناك، فهل أمريكا مؤهلة ان تعطي دروس للصين بالاخلاق و هي الدولة التي لم تعتدي طوال حياتها على اي شعب او تحتل اراضي الغير ودوما تطرح المنفعة المتبادلة لكل الشعوب واهم مبادئها المصير المشترك للبشرية ونصرة الشعوب المحتلة وهل ننسى انها اعترفت باسرائيل بعد اعتراف منظمة التحرير بها، هيهات.
جمهورية الصين الواثقة من سلوكها و أخلاقها والتزامها بالقوانين الدولية والإنسانية فتحت حدودها للجميع لزيارة منطقة شينغيانج الايغورية ذاتية الحكم ولكل من يؤمن بحقوق الانسان والوفود تزور المنطقة بحرية وتختلط بالسكان و تشهد ان الصين قدوة و نموذج بالاخلاق، ولديها نجاح في استقطاب 56 قومية تلتف حول علم واحد في حين أن أمريكا و غيرها جعلت دول اخرى فيها ديانتين تشتبك فيما بينها، حتى ان هناك دول مسلمة خلقت امريكا بينهم صراع سني شيعي والحروب دمرت بلادهم وحرمتهم من التطور والتنمية وحتى الاستقلال.

ليس هدف الدعاية الأمريكية فقط تحريض سكان شينجيانغ على دولتهم و اشغالها بالارهاب الداخلي بل تحاول بث دعايات كاذبة ان الصين تستهدف الإسلام لكي تضرب العلاقات المميزة بين الصين والامة العربية والاسلامية وتضرب التجارة بينهم فهل ينسى العرب دعم الصين للثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية وكل الشعوب المظلومة، وهل ينسى العرب أن الصين كان لها الدور الرئيسي في منع حرب بين السعودية وإيران و وفقت بين الاخوة، امريكا اصبحت مفضوحة وتريد محاربة الصين وان تستخدم العرب والمسلمين حطب لحربها ولكن الامة العربية اصبحت تدرك تماما ان الامبريالية الأمريكية دولة نازية أيديها و أرجلها وكل ما فيها ملطخة بدماء المسلمين ودماء المضطهدين والضعفاء في العالم.