صدى نيوز - افتتح السفير الفلسطيني في المجر د. فادي الحسيني، ندوة بعنوان " غزة واستجابة المجتمع الدولي عقب الحراك الأخير لدى محكمة العدل الدولي" استضافها المركز الثقافي التركي "يونس امري" في العاصمة المجرية. وفي مستهل الجلسة قدم السفير الفلسطيني كلمة  أمام حشد كبير من المسؤولين الأمميين والسفراء والدبلوماسيين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، وثلة من ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني وأبناء الجالية العربية والفلسطينية وغيرهم من النشطاء المجريين والأجانب. وعبر السفير عن امتنانه للشراكات القائمة بين كل من فلسطين وتركيا وجنوب افريقيا ممثلة بسفرائهم وكل من ساهم في إنجاح الحدث، وإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على أولويات اجندة المجتمع الدولي واذهان الشعوب. 
وقدم السفير الفلسطيني موجزا تاريخيا يوثق احقية الملكية الفلسطينية لفلسطين، ويؤرخ التواجد الفلسطيني كسكان اصليين لبلادهم.  ومن جانب اخر، تحدث السفير الفلسطيني عن الجهود المبذولة لدى محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالسعي لأخذ إجراءات وتدابير حاسمة فيما يتعلق بارتكاب دولة الاحتلال مجازره الإبادة الجماعية بحق أهالي شعبنا في قطاع غزة، وإلى قضية الإحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين. كما أكد السفير الفلسطيني على حجم المصاب الهائل الذي يعاني منه شعبنا من مذابح واعتداءات وسرقة للأراضي والممتلكات بشكل ممنهج، مستهجناً الحصانة المطلقة التي تتمتع بها دولة الاحتلال. 
وأردف السفير الحسيني بالحديث عن الأزمة الإنسانية التي تتفاقم داخل القطاع ودخولها شهرها الخامس، مؤكداً أنه وبالتوازي مع الأزمة الإنسانية هناك أزمة في المواقف، مشيراً بأن فشل المجتمع الدولي من إيقاف قوة الإحتلال عن الجرائم والإستهداف المتعمد للمدنيين والمدارس والمستشفيات سيشكل ضوءاً أخضر لمثل هذه الممارسات في أي صراع مستقبلي. وقال لا تتوقعوا أن نظهر ألمنا أو نطلب أي رسائل تعاطف أو تنديد، فمن أراد فعل، ومن آمن بالإخلاق والقيم لا ينتظر دعوة أو تذكير. ونهاية، شدد السفير الحسيني بأن الشعب الفلسطيني سيظل صامدا على الرغم من فداحة الألم وعمق الجرح، ولن تنكسر عزيمته ونضاله الشرعي حتى يحقق حريته.  
ومن جانبه، تحدث سفير جنوب أفريقيا جانجا تسينجيوي، عن حيثيات ومستجدات تحرك بلاده لدى محكمة العدل الدولية، وأشار بأن تقدم جنوب أفريقيا بهذه القضية له أيضاً بعد رمزي، لأن بلاده بدورها حاربت الاضطهاد والتفرقة العنصرية على مر سنين طويلة. كما وشدد على ضرورة الحفاظ على منظومة دولية يسودها القانون والاستقرار، وليس العدالة الانتقائية.  واختتم بكلمة لرئيس بلاده السابق نيلسون مانديلا: "لن تكتمل حرية جنوب أفريقيا إلا بحرية فلسطين".  
وبدورها، تناولت سفيرة تركيا لدى المجر جولشين إكشي أوغلو، عن الجرائم التي تقترفها دولة الاحتلال في غزة، ولم تستثن الحديث عما يحدث في القدس والضفة الغربية كذلك. واسهبت السفيرة التركية في الحديث عن الحراك السياسي والجهود الدبلوماسية، والتي كان لتركيا دور هام فيها. وشددت على مخرجات "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" التي دعت فيه بلادها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل حلول شهر رمضان الفضيل. وأشادت السفيرة أوغلو عن دور الوساطة المهم الذي تلعبه كل من مصر وقطر والأردن، وأكدت على أن السلام سيكون ممكناً بإقامة دولة فلسطين فقط، ولا بديل عن ذلك.  وهذا ما عبر عنه رئيس بلادها رجب طيب أردوغان خلال لقائه مع نظيره الفلسطيني سيادة الرئيس محمود عباس البارحة.
وفي مداخلة قصيرة للسفير الفنزويلي لدى المجر، خوسيه رامون غونزاليس، أكد فيها موقف بلاده الداعم لفلسطين حكومة وشعبا، واستنكر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتلا الجلسة عرض الفيلم الوثائقي الطويل (خمس كاميرات مكسورة) والمرشح لجائزة اوسكار للأفلام الوثائقية، والحائز على عدد من الجوائز العالمية، للمصور الفلسطيني عماد برناط من قرية بلعين، ويوثق فيهنضال اهل قريته ضد الجدار والاستيطان.