خـــاص صدى نيوز - كشفت مصادر قيادية في حركة حماس لـ "صدى نيوز"، عن غضب في أوساط قيادة الحركة من التصرفات القطرية الأخيرة تجاه ملف المنحة والامتناع عن صرف الأموال المخصصة للموظفين التابعين لحكومة الحركة في قطاع غزة.
المصادر قالت لـ "صدى نيوز"، أن اللقاء الذي عقد مع السفير القطري محمد العمادي، منذ أيام كان متوتراً للغاية، بعد إبلاغهم أنه لن يتم تجديد منحة الموظفين المدنيين، ومنحة تشغيل المولد الرابع لمحطة كهرباء غزة والتي تم تفعيلها فقط لشهرين.
المصادر أوضحت، أن العمادي نقل رسالة واضحة لقيادة حركة حماس بأن قطر لا تستطيع دفع الأموال على الدوام لقطاع غزة، وأنه يجب البحث في حلول دائمة وأفضل من ذلك، لكن هذا لا يعني أن القيادة في الدوحة ستوقف دعمها بشكل كامل لسكان قطاع غزة.
وأشارت المصادر، إلى أن ال 7 مليون دولار التي تدفع لصالح رواتب الموظفين توقفت منذ نحو 3 أشهر بشكل مفاجئ، وكان هناك وعود قطرية بإيجاد حل، لكن الأمور كما يظهر من الاجتماع الأخير وصلت إلى طريق مسدود.
ويفسر ذلك تراجع موعد صرف رواتب موظفي حكومة حماس من بداية كل شهر، إلى 20 الشهر، وسط توقعات بأنها قد تشهد تقليصات في نسبتها أو الحد الأدنـى، الأمر الذي لا زال يغضب الموظفين ونقابتهم العمومية التي طالبت علناً بإيجاد حلول وعودة صرفها مبكراً.
وعلى عكس العديد من المرات، امتنع مكتب العمادي في غزة، وحتى حركة حماس، نشر أي بيان أو صور من الاجتماع الذي عقد، ما يشير إلى توتر الأوضاع بينهما.
وعقد العمادي قبيل وصوله لغزة منذ أيام، لقاء مع غسان عليان منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية، لبحث ملف مد محطة كهرباء غزة، بالغاز، وذلك بحضور ممثلين عن شركة الغاز الإسرائيلية. كما علمت "صدى نيوز".
وقالت المصادر لـ "صدى نيوز"، إن قطر تريد أن تقلص ربما بداية العام المقبل المنحة التي تقدمها للقطاع، وهي تريد إيجاد حلول دائمة من خلال برامج ومشاريع استثمارية، وليست استهلاكية.
المصادر قالت، إن قرار استئناف فعاليات "الشباب الثائر" على حدود قطاع غزة، كان بقرار قيادي من أعلى المستويات، وذلك لإجبار الاحتلال على إيجاد حلول باعتبار أن ذلك جزءً من أزمة الحصار التي سببها الاحتلال على القطاع.
ومنذ أيام تشهد حدود قطاع غزة، خاصة خلال الجمع الثلاث الأخيرة، تظاهرات شبابية بدعوة من "الشباب الثائر" التابع لحماس، ما يؤدي لوقوع إصابات برصاص الجيش الإسرائيلي، قبل أن تنفجر عبوة ناسفة بمجموعة من الشبان الأربعاء الماضي ما أدى لاستشهاد 5 منهم، بينهم اثنين من أبناء قادة حماس المحليين.
وتوقفت تلك المسيرات لنحو 3 أعوام، بعد صرف المنحة القطرية وتقديم تسهيلات إسرائيلية للقطاع، حيث كانت تستخدم كأداة ضغط من حماس على إسرائيل والوسطاء في ملف تثبيت وقف إطلاق النار.
وفي مرتين على الأقل شوهد العمادي وهو يصل منطقة المسيرات، وفي إحداها قال للقيادي في حماس، خليل الحية، "نبغي هدوء"، كما التقطته حينها كاميرات هواتف بعض الشبان.
وعملت قطر لسنوات كأهم وسيط لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وساهمت في دعم مشاريع كبيرة بغزة ومنها بناء مدينة حمد السكنية.