صدى نيوز - قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن حسن نصر الله، الأمين العام لتنظيم "حزب الله" اللبناني، يهتم بمعركة "أيام قليلة"، كما أن الموقع الذي أقامه على الحدود والوصول إلى السياج بالإضافة إلى استفزازات أخرى، لها هدف عسكري، وهو تخريب بناء الحاجز الذي سيجعل من الصعب على كتائب "رضوان" اختراق المنطقة الشمالية، لافتة إلى أن الجيش التزم الصمت في الوقت الحالي، لكن من المتوقع أن تنتهي مرحلة ضبط النفس.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان " ابتزاز سياسي وأهداف عسكرية واستغلال الانقسام الداخلي: هذه خطة نصرالله"، أنه على ما يبدو أن سلسلة الاستفزازات من قبل التنظيم اللبناني في الآونة الأخيرة، لا تأتي فقط نتيجة فقدان الردع بسبب الأزمة السياسية والاجتماعية في إسرائيل، مشيرة إلى أن حزب الله وقائده يميلان إلى تفسير سلوك إسرائيل الأخير على أنه ضعف، وبالتالي يسمحان لأنفسهما بمماسة استفزازات تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، ويبدو أن الهدف من ذلك زيادة عدم ثقة الجمهور الإسرائيلي في الحكومة الحالية، وبالطبع عبر التشجيع والتنسيق مع الإيرانيين.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن إنشاء موقع لحزب الله على بعد بضع عشرات الأمتار من الحدود الإسرائيلية، بالإضافة إلى الاستفزازات الأخرى التي بدأها على طول الحدود اللبنانية، ربما يكون أغراض عسكرية.
وأشارت أنه بسبب المأزق السياسي والأزمة الاقتصادية المستمرة في لبنان، فإن نصرالله له مصلحة، بحسب التقديرات الإسرائيلية، في معركة تمتد لأيام قليلة ضد الجيش الإسرائيلي، حيث يريد تحسين وضعه على الساحة اللبنانية من خلالها، ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن "وقت نصرالله سيأتي.. وليس في المستقبل البعيد".

بالإضافة إلى ذلك، فإن هدف نصر الله هو تخريب وتعطيل مشروع "الحجر المتشابك" الذي تبنيه إسرائيل على طول الحدود اللبنانية من أجل منع، أو على الأقل جعله صعباً وإبطاء تسلل القوات الخاصة لحزب الله إلى الأراضي الإسرائيلية، خلال فترة صراع كبير في المستقبل.
وأكدت الصحيفة أن هذه هي نية حزب الله، التي سبق للتنظيم ونصر الله أن صرحا بها علنا ​​عدة مرات، وهي تسلل وحدات من كتائب رضوان داخل الأراضي الإسرائيلية بهدف الاستيلاء على المستوطنات المحاذية للسياج على الحدود اللبنانية، ومواقع الجيش الإسرائيلي والتقاطعات الرئيسية في الشمال.

وقالت يديعوت أحرونوت، إن حزب الله ينوي احتلال بعض المستوطنات لأخذ رهائن ومدنيين وجنود واحتجازهم، وستحاول كتائب رضوان التي يبلغ تعدادها حوالي 8 آلاف رجل الاستيلاء على التقاطعات ومواقع الجيش الإسرائيلي لمنع وصول التعزيزات إلى المستوطنات، وإحداث إصابات في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن حزب الله صرح بذلك صراحة، ووزع خريطة تكشف كيف ينوي اختراق أراضي إسرائيل لـ6 محاور للهجوم، موضحة أن كتائب رضوان أجرت منذ حوالي شهرين تمريناً كبيراً لمحاكاة خطة الهجوم هذه.

وكانت قيادات الجيش الإسرائيلي انقسمت في الفترة الأخيرة حول كيفية الرد على بناء موقع لحزب الله في المنطقة الحدودية، حيث ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن نقاشاً مستمراً في قيادة الجيش الإسرائيلي حول حتمية اندلاع اشتباكات كبيرة مع حزب الله، وحول توقيتها، وإذا كان من الذكاء شن ضربة استباقية، أو تأخير الصراع لأطول فترة ممكنة.

وكشفت الصحيفة أنه في الوقت الحالي وبشكل وشيك، يناقش كبار قادة الجيش الإسرائيلي إذا كانوا سيستخدمون القوة لإزالة الموقع الحدودي غير المهم نسبياً، وتساءلت "إذا كان لا بد من استخدام القوة، ما مقدارها، ومتى سيحدث ذلك؟"، وأشارت إلى وجود رأيين، الأول يؤيد الانتظار والحل الدبلوماسي عن طريق إقناع حزب الله بإزالة الموقع، أما الآخر فيؤيد عملية استباقية، كانت ستحدث لا محالة ضد التنظيم.