خاص صدى نيوز: دفعت عربدة المستوطنين المتواصلة بحق أهالي تجمع "عين سامية" البدوي، شمال شرق رام الله، إلى اتخاذ قرار الرحيل عن أرضهم هرباً بأطفالهم ونسائهم وأرزاقهم وأنفسهم، من بطش المستوطنين اليومي، وسط اتهامات للجهات الفلسطينية الرسمية بالتقصير في هذا الملف.

ويضم التجمع 50 عائلة مكونة من حوالي 300 نسمة.

 المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو المحامي حسن مليحات، قال في حديث خاص أجراه مع وكالة صدى نيوز إن فلسطين أمام مجزرة تطهير عرقي، تُمهد لنكبة جديدة بحق التجمعات البدوية. 

وقال مليحات: "يعاني أهالي تجمع عين سامية البدوي من اعتداءات يومية ينفذها بحقهم مستوطنو (كوكب الصباح ورومنين)، في منتصف كل ليلة تقريباً، ضرب حجارة وقنابل صوت، على العائلات بأكملها داخل تجمع عين سامية بما في ذلك الأطفال". 

وتابع:"قبل 5 أيام سرق المستوطنون 50 رأس غنم تعود لأهالي عين سامية، وبحضور شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي سمحت بذلك". 

وأضاف: "نداءات متواصلة أطلقها بدو عين سامية للجهات الرسمية الفلسطينية والمسؤولين والوزراء ورئيس الوزراء، ولكن لا شيء نفذ على أرض الواقع، فقط وعود بالكلام". 

وأكمل: "طالبنا مراراً بخطة استراتيجية تدعم صمود البدو وتعزز تواجدهم في أرضهم، ولكن بلا فائدة، فلو حصل هؤلاء الناس على دعم حقيقي لصمدوا بكل تأكيد". 

ومضى بالقول:" اعتداءات المستوطنين المتواصلة، والتقصير الحكومي الفلسطيني لدعم هؤلاء الناس، كلها أمور دفعت أهالي المنطقة لاتخاذ قرار بإخلائها والرحيل عنها، لأنهم أمام موت محقق".
وأوضح لصدى نيوز أن أهالي التجمع نصفهم سيرحل إلى منطقة المعرجات، والنصف الآخر إلى كفر مالك والمغير، وقد بدأوا بالفعل بحزم أمتعتهم للرحيل. 

وشدد مليحات على أن ما جرى في عين سامية خطير جداً، فقد تستخدم حكومة الاحتلال ومستوطنوها نفس النهج مع تجمعات بدوية أخرى بهدف ترحيلهم، واتباع أسلوب الاعتداءات اليومية والعربدات تجاههم. 

ولفت مليحات إلى خطر آخر يتهدد "عرب الكعابنة"، عند المعرجات، والتي يعيش بها 1500 نسمة، ومطالبتهم الحثيثية للحكومة الفلسطينية لتأمين لجان حراسة لهم، تحميهم من بطش المستوطنين، ولكن لا أحد يستجيب لمطالبهم حتى الآن، فهل ننتظر أن يكون مصيرهم كمصير أهالي عين سامية؟