صدى نيوز - طالبت اليوم، الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في ختام ندوة نظمتها بالتعاون مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" في فلسطين، لإحياء الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة الفلسطينية، عبر الربط الإلكتروني ما بين الدوحة ورام الله، طالبت المجتمع الدولي إلى التدخل الفاعل والجاد لإلزام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، باحترام قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وحماية الشعب الفلسطيني، والضغط لإنهاء الاحتلال العسكري طويل الامد، وتفكيك منظومة الفصل العنصري، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، ومنها عودة اللاجئين الى ديارهم والحق في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على أرضه.

كما طالبت الشبكة في بيانها، الأمم المتحدة ممارسة الضغط لإعمال القرار رقم 194 الصادر بتاريخ 11 كانون الاول 1948، ومجلس الأمن القيام بمسؤولياته. والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية للتحرك الجاد باتجاه محاكمة الاحتلال وقادته على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني بوصفها جرائم ضد الإنسانية. والدول العربية لوقف وتجميد كافة اشكال التطبيع مع الاحتلال، لكونه يعد تشجيعا له على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني. ودولة فلسطين اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لممارسة جميع الضغوط الممكنة على الأطراف الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب للعام 1949، للوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية.

وتحدث في الندوة التي أدارها الدكتور عمار الدويك المدير العام للهيئة وبين فيها أن هذه الندوة تأتي بالشراكة وضمن متابعة الهيئة والشبكة لقضية فلسطين وتسليط الضوء على جرائم دولة الاحتلال وانتهاكاتها لمبادئ القانون الدولي، ونحن نجتمع اليوم حقوقيين وحقوقيات على امتداد الوطن العربي ومساحات واسعة عبر العالم، لإحياء الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة، وهي جريمة مستمرة ونكبة متواصلة مع استمرار العدوان على شعبنا وجرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال ولا زال يرتكبها في مختلف المحافظات والمدن الفلسطينية. السيد سلطان  بن حسن الجمّالي الأمين العام للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، الأستاذ أحمد سالم بوحبيني رئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان السيدة فرانشيسكا البانيز المقررة الخاصة لحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ونائب السفير الفلسطيني في قطر الأستاذ يحيى الآغا، والأستاذ عصام يونس المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان. 

وشدد الجمّالي على ضرورة إيجاد أدوات لتفعيل معايير الشرعة الدولية للحد من قدرة الدول الكبرى ومجتمعاتها الرأسمالية على العمل وفق مصالحها الاستعمارية واستغلال مقدرات باقي شعوب العالم. وأحد طرق تحقيق ذلك هو توحد الشعوب والمدافعين عن حقوق الإنسان لمواجهة هذه الهيمنة التي تخالف جميع النواميس الإلهية والبشرية. وبهذا السياق ومن موقعنا كشبكة عربية تجتمع تحت مظلتها جميع المؤسسات العربية لحقوق الإنسان المنشأة وفق مبادئ باريس لعام 93، نود أن نجدد تأكيد الشبكة العربية وقوفها مع أهلنا في فلسطين والدفاع عنهم حتى تحريرهم من نير الاستعمار الاستيطاني المقيت ونيل استقلالهم، حيث آلت المؤسسات الأعضاء بالشبكة العربية على تبني القضية الفلسطينية من خلال العمل على تفعيل القانون الدولي وأدواته، للضغط من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية لاستعادة الحقوق المغتصبة للشعب العربي الفلسطيني.  

من جانبه شدد نائب السفير الفلسطيني في قطر على أن اعتماد الأمم المتحدة قراراً  بعد 75 بإحياء ذكرى النكبة في مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل اعترافاً أكيداً ببطلان الرواية الإسرائيلية الزائفة، وتثبيتاً للرواية الفلسطينية، فبالرغم من مرور هذه السنوات العجاف منذ النكبة وإلى اليوم على شعبنا إلا أنه يقف صامداً ومتحدياً، ولم ينكسر ولن ينكسر له جبين لأنه صاحب حق، ومالك هذه الأرض، وما عملية التشريد التي راح ضحيتها قرابة  (800) ألف مواطن فلسطيني إلا نتيجة  طبيعية لتغافل المجتمع الدولي تجاه حقوقنا المشروعة، و عدم تطبيق القانون الدولي الذي يحمي الحقوق.

من جهتها بينت ألبانيز، أن إحياء ذكرى النكبة يأتي للتذكير بالمسؤوليات التاريخية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي حول القضية الفلسطينية، داعية إلى ضرورة إعمال القانون الدولي، وهو الطريقة المثلى للمجتمع الدولي لتنظيم وعلاج الوضع الكارثي للشعب الفلسطيني، وان اي تدخل للوساطة بين فلسطين واسرائيل يجب ان يتم من خلال ما يوصي به القانون الدولي وبالارتكاز على الحق في تقرير المصير، داعية إلى تمكين الفلسطينيين 

من هذا الحق من خلال إنهاء الاحتلال العسكري ووقف الاستغلال الاقتصادي للأرض وللموارد الفلسطينية، كما دعت إلى ضرورة إعمال مفهوم تحمل الدول لمسئولياتها وعدم لاعتراف بالواقع القانوني الذي تحاول إسرائيل فرضه واي من تداعياته مثل ضم القدس أو ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية، وقطع العلاقات الودية والدبلوماسية والتجارية والسياسية مع إسرائيل حتى تلتزم بالقانون الدولي، وضرورة تعويض الضحايا الفلسطينيين من ممارسات الاحتلال.
ودعا الأستاذ بوحبيني تبني الشبكة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب ورفضها لجرائم الاحتلال وتنكر دولة الاحتلال لأبسط الحقوق، اعتقالات اغتيالات حصار تدمير منازل وعقاب جماعي، ان ممارسات الاحتلال 

تستوجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وحمله للرضوخ للشرعية الدولية، أشاد بقرار الأمم المتحدة في إحياء ذكرى النكبة لأول مرة تاريخها في الجمعية العامة، والذي يعكس ادراكها واعترافها بالنكبة التي أحلت بالشعب الفلسطيني.

وأكد العاروري على أنه وبالرغم من فداحة النكبة بتشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني وسيطرتها على 774 قرية ومدينة ومحو وتدمير 531 منها ابان النكبة، إلا أن الشعب الفلسطيني تضاعف أكثر من 10 مرات منذ النكبة، ولو أن قرابة نصفه ما زال مشردا في المنافي وبلدان الشتات، فضلا عن أن نسبة الفلسطينيين من اجمالي سكان فلسطين الانتدابية تجاوزت حاجز ال 50 بالمئة مع 7.1 مليون فلسطيني في هذه المنطقة.

مضيفاً أن النكبة قد رافقتها معجزة البقاء والنماء للشعب الفلسطيني الذي استوعب هول النكبة وخرج من تحت الأنقاض ليعيد بناء نفسه كشعب وواصل نضاله، صانعا معجزة تاريخية ببقائه منتصبا على قدميه لأكثر من مئة عام منذ فرض الانتداب البريطاني على فلسطين في 11 سبتمبر 1922، مئة عام وعام لم يتوقف خلالها نضال الفلسطينيين يوما من أجل نيل حقهم في العودة وتقرير المصير وبناء دولتهم المستقلة، فالشعب الفلسطيني واصل بناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع والمزارع، وواصل نضاله بمختلف أشكال النضال، بل وابتدع أشكالا مبتكرة وأدخل كلمة انتفاضة الى قواميس لغات العالم، وحقق أسراه أرقاما قياسية في الصمود عقودا طويلة في باستيلات الاحتلال وتجاوز الكثيرون منهم حاجز الأربعين عاما دون أن ينهاروا او يستسلموا، وخاضوا أطول إضرابات مفتوحة عن الطعام، وكان آخرها الصمود الأسطوري للأسير خضر عدنان.

وشهدت الندوة مداخلات قدمها عدد من المسؤولين من المؤسسات العربية لحقوق الإنسان ومؤسسات حقوقية من مختلف الدول العربية، قطر الأردن مصر العراق وموريتانيا، كما تم عرض فيلم قصير عن النكبة من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية.