كتب رئيس التحرير: يمر الشارع الإسرائيلي بانعطاف وصفه سياسيون في تل أبيب بالخطير، ما دفع عشرات آلاف الإسرائيليين للخروج للشوارع والتظاهر ضد حكومة نتنياهو التي تحاول وفق المحتجين ضرب القيم الديموقراطية الإسرائيلية.

نتنياهو الذي لا يُنكر أحد على امتلاكه خلفية سياسية كبيرة، وخبث كبير في إدارة المشهد الإسرائيلي في أوقات صعبة، وجد حلاً سهلاً للخروج من هذا الخطر، أو لإغلاق صفحته ولو مؤقتاً، عبر الدم الفلسطيني، والدخول في موجة تصعيد أمني، تدفع الإسرائيليين للتفكير بأمنهم بدل ديموقراطيتهم.

توجت الماكينة الإسرائيلية جرائمها منذ تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة بمجزرة جنين التي خلفت 9 شهداء وإصابات خطيرة.

نتنياهو المعروف بحنكته السياسية يستغل الانشغال الدولي فيما يحدث في العالم بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث أصبح العالم متخوفاً من حرب عالمية جديدة في ظل اعلان المانيا وأمريكا بتزويد الجيش الأوكراني بدبابات خاصة وجديدة والسماح لكل الدول التي ترغب في تزويد أوكرانيا بهذه الدبابات دون اعتراض ألماني، فمَن مِن دول العالم سيرى مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين في ظل هذا الواقع العالمي المعقد؟

نتنياهو يُمارس إجرامه بيد وبيده الأخرى يُحاول ضم دول عربية أخرى إلى مربع التطبيع، دون تردد أو قلق أو خوف من أن جرائمه قد تؤثر على موجة التطبيع، وكأنه أخذ ضمانات عربية بعدم التحرك لنصرة الفلسطينيين، وهو نفسه من زار الأردن والتقى بملكها واعداً بعدم تغيير الواقع في الأقصى، ليعود إلى تل أبيب ويسمح باقتحام المستوطنين للمسجد!

اليوم أعلنت القيادة الفلسطينية جملة من القرارات على رأسها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي في إطار الرد على جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين، لكن كان الأولى بالقيادة الفلسطينية أن تعلن فورا عن مصالحة وطنية وحكومة وحدة وطنية والإعلان فورا عن انتخابات عامة وهناك الكثير من القرارات التي كانت ستلقى ترحيبا شعبيا وقلقاً دولياً لو اتخذتها القيادة الفلسطينية.

ردات الفعل الفلسطينية مطلوب أن تكون مدروسة لا ارتجالية، وأن لا تصب في خدمة أجندات نتنياهو وحكومته، ومطلوب جهد دبلوماسي عالي المستوى ويفضح سياسة المعايير المزدوجة التي تنتهجها الدول الغربية فيما يتعلق بالمجازر الإسرائيلية مقارنة بمواقفهم تجاه أوكرانيا.