سيصدر كتاب جديد عن عمليات الموساد، الذراع الخارجية للمخابرات الإسرائيلية، بخاصة عن جريمتي اغتيال قائدين فلسطينيين، الأولى، اغتيال قائد الجهاد الإسلامي، فتحي الشقاقي، والثانية محاولة اغتيال قائد حماس، خالد مشعل!
مؤلف الكتاب، هو عميل الموساد، ميشكا بن دافيد، والذي كان قائداً لوحدة استخباراتية خاصة، وهو يحمل شهادة الدكتوراه، ويتحدث عدة لغات، ويشارك في عدة جمعيات ومؤسسات اجتماعية، وهو محاضر في الجامعات الإسرائيلية والأميركية!
هو من مواليد العام 1952 شارك وهو ضابط في حرب رمضان (يوم الغفران)، وشارك في حرب الاستنزاف، تقاعد العام 1999 وصار مؤلفاً لكتب الجوسسة!
حصل على عدة جوائز إسرائيلية، تحدث في مقابلة مع الإعلام في بداية هذا العام 2022 عن بدايات قبوله في جهاز الموساد، وكيف أنه خضع لعدة اختبارات ومقابلات ليتمكن من أن يصبح عضواً في الجهاز، من هذه الاختبارات حفظ أرقام السيارات العابرة دون أن يثير الشكوك، ومعرفة الأبنية من خلال النظر إليها، لأن من يجتازون الاختبار لوظيفة في الموساد هم فقط 5% ممن يتقدمون للحصول عليها!
وصف عملية تتبع الشهيد فتحي الشقاقي، وسفره من دمشق إلى الخارج، وطريقة معرفة رحلات الطيران، إلى أن تمكنوا من اغتياله في مالطا!
ثم وصف محاولة الموساد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في الأردن، خالد مشعل، أشار إلى أن رئيس وزراء إسرائيل، إسحق رابين حظر أي عملية للموساد في الأردن بعد توقيع الاتفاقية، بين الأردن وإسرائيل، قال الموسادي، مشكا بن دافيد:
«جاءت عملية اغتيال مشعل رداً على عملية تفجير في القدس، قُتل فيها عشرون إسرائيلياً، أعلنت حماس مسؤوليتها عن العملية في العام 1997 ما دفع نتنياهو أن يأمر بالانتقام، فوقع الاختيار على خالد مشعل قي الأردن، وحيث إن هناك تقييداً على العمليات في الأردن، قرر الموساد، أن يتولوا تنفيذ الخطة، دون أسلحة، بمادة كيميائية خاصة إذا لامست الجسم، فلا بد أن تموت الضحية ببطء، قرر الموساد اغتيال، (رأس الأفعى) في الأردن!
وظَّف الموساد عميلين يتتبعان حركات مشعل من البيت إلى المكتب، بواسطة تحرك السيارات عن بعد حتى لا يثيرا الشبهات، ثم خططوا للاغتيال بواسطة عميلين تنفيذيين آخرين، أحدهما يحمل السم القاتل الذي سيرشه على مشعل، والثاني يمسك بعلبة مياه غازية، كوكاكولا ويخضها خضاً قوياً، ويفتحها في اللحظة نفسها التي يُرش فيها السم على وجه مشعل، حتى تعتقد الضحية أن السم هو رذاذ الكوكاكولا!
استطاع الاثنان رش السم في أذن مشعل، تمكن أحد حراس مشعل من إيقافهما، فتجمع المارة حولهما، واستدعوا الشرطة التي ألقت القبض عليهما»!
كان ميشكا بن دافيد يراقب العملية من دبي، وصلته أخبار الجاسوسين بواسطة امرأة من الموساد قالت له: هناك مشكلة! أضاف: «كان نتنياهو، وداني ياتوم رئيس الموساد في مقر جهاز الموساد يستعدان للاحتفال بتصفية خالد مشعل، أبلغتُهما بأن العملية لم تنجح، وهنا قال نتنياهو: إذا مات خالد مشعل ستشتعل الأردن، فاتصل بالملك حسين، الذي اشترط إبطال مفعول السم فوراً، وإنقاذ حياة مشعل، ثم سيطلق الأردنُ سراح العميلين»!
حضر الكابتن الأردني، فراس في طائرة خاصة واستلم الترياق، وصل داني ياتوم إلى عمان، قال: لقد استفاق خالد مشعل من الغيبوبة، ثم سافر مشكا بن دافيد إلى عمان وعاد مع العميلين إلى إسرائيل!
أخيراً، إلى متى سنظلُّ نُبدي إعجابنا «بقدراتهم الخارقة»، واعترافاتهم الصريحة، وجرائمهم المكشوفة في اغتيال شهدائنا المناضلين؟!