خاص صدى نيوز- تفاجأ المواطنون في قطاع غزة، من هول الفاجعة التي وقعت في منزل عائلة أبو ريا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وراح ضحيتها واحد وعشرون مواطناً بينهم أطفال ونساء، وسط تساؤلات دون إجابات.

أحد شهود العيان من الجيران لعائلة أبو ريا، قال: "كنا نائمين في بيوتنا وبأمان الله، سمعنا صوت صراخ من الشباب في الشارع طلعنا نجري بسرعة من البيت، فوجدنا باب البيت الخاص بأبي ماهر رحمه الله (باب العمارة المؤدي إلى شقة آل أبو ريا) مغلق".

وأضاف لصدى نيوز: "أجبرنا أن يصعدوا الشباب (شكلوا سلم جسدي) مع بعضهم ليصلوا إلى الطابق الأول ودخلوا في البيت وكسروا باب الشقة مع أنه كان مغلق وعندما فتحوا الشباب لنا الباب الأساسي باب العمارة صعدنا إلى باقي الشقق وجدنا أن فيه طابقين مغلقين، صعدنا على الطابق الثالث الموجود فيه الحريق، حيث أن الطابق الثالث مغلق بباب حديد محكم". 

وتابع: "بقينا نفتح في الباب بآلات حادة نحن وأهل الحارة والجيران وجميعنا ومن شاهد الأمر جاء بسرعة للمكان على سمع الصوت شاهدوا الحريق، وبقينا نحو 45 دقيقة ونحن نحاول فتح الباب وفي هذه اللحظة لا يوجد عندنا فقط إلا أفراد شرطة جاءوا".

وأردف شاهد العيان لصدى نيوز، أن جهاز الدفاع المدني لم يكن موجود ولم يصل علماً أن أهل الحارة اتصلوا عليهم، لكنهم (جهاز الدفاع المدني) جاءوا بعد ما فتحنا نحن الباب، ولكن عندما فتحنا الباب لم يستطع أحد فينا الدخول بسبب الدخان الذي خرج في وجوهنا.

وقال: بعد ذلك دخل الدفاع المدني، ونحن لم نتمكن من الدخول ولم نستطع حتى داخل البيت فيه باب مغلق، كسروه هذا الباب (باب الغرفة) الموجود فيه الجماعة الذين توفوا كانون داخل الغرفة هذه وكان الباب مغلق عليهم فتحوه عناصر الدفاع المدني ووجدوا الجثث!!!"

ويتساءل مواطنون وأهالي قطاع غزة بشكل عام لمعرفة سبب هذه الحادثة الأليمة التي أودت بحيات أرواح بريئة بينهم أطفال ونساء، ونخبة من المتعلمين من دكاترة ومحامين وأساتذة.
 
يقول أحد المتسائلين، كشخص دارس للعلوم الشرطية والقانون ومن ضمنها التحقيق الجنائي والأدلة الجنائية وعلم النفس الجنائي، إنني وبحادثة جباليا الأليمة لأشتم رائحة جريمة استناداً لما يلي:

إن من يدعوا الضيوف لحفل في المنزل لا يُقفل جميع الأبواب بالأصفاد فلماذا جميع الأبواب مقفلة وفق شهادة الجيران؟؟

أُسرة متعلمة ومثقفة لا تخزن البنزين في شقتها السكنية وإن فعلت فهي تضعها في زاوية آمنة من المنزل فكيف التهمتهم النيران بتلك السرعة، وامتدت لكل أرجاء المنزل مع العلم انه لم يُسمع صوت اي انفجار لأي خزان وقود.

هل يعقل أن تجتمع الأسرة لاحتفال مركزي في غرفة الوقود المخزن بكميات كبيرة "إن كان هناك وقود أصلا"؟ وفقاً لمتابعة وكالة صدى نيوز.

يجب اعادة تتبع الدعوات لحضور الحفل واستدعاء كل الدائرة القريبة من تلك العائلة للتحقيق وأخد الإفادة.

يجب سماع افادات الجيران صغيرهم وكبيرهم، ويجب معرفة هل الأبواب اغلقت من الداخل أم من الخارج 
يجب معرفة شرارة انطلاق النيران من أين، ويجب معرفة هل كانوا يمتلكون مولد كهربائي يحتاج تخزين كميات بنزين كبيرة في المنزل مع انه متوفر للعمارة سَطِح بامكانهم وضع خزان وقود كبير عليه.

هل كان التيار الكهربائي الخاص بالمنطقة متصل أم منقطع؟ يجب عمل مسح شامل وكامل لمن لديهم عداوات أو مشكلات مع أحد من العائلة واستدعائهم والتأكد من أماكن تواجدهم وقت الحادث.

يجب محاسبة القائمين على جهاز الدفاع المدني في تلك المحافظة لتأخره مدة40 دقيقة قبل وصوله لمكان الحادث وفق شهادة العامة.

وأخيراً يجب الخروج بتقرير مفصل لعامة الناس لإنهاء تلك الشكوك وإلا فإن جهات الاختصاص شريكة في طي تفاصيل الحادث الأليم كما تم طي حريق النصيرات.

مما يشجع على مزيد من الجريمة أو التهاون في تخزين المواد المشتعلة، ورحِم الله من قضوا إلى بارئهم وحفظ الله شعبنا.

أما رئيس متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة، عصام الدعليس، قال في تصريح تابعته وكالة صدى نيوز نطالب الجميع بانتظار النتائج النهائية للتحقيق في الحريق الذي راح ضحيته 21 مواطناً في منزل عائلة أبوريا بمخيم جباليا شمال القطاع، مشدداً على أن كل إمكانيات الدفاع المدني متهالكة بسبب الحصار على غزة
وأضاف الدعليس، نطالب الجميع بانتظار النتائج النهائية للتحقيق في حريق منزل عائلة أبو ريا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وعدم استباق نتائج التحقيق الجاري في الحريق وانتظار الجهات المختصة، ونسعى لمعرفة حقيقة ما جرى في حريق المنزل.

وتابع الدعليس، أن "كل إمكانيات الدفاع المدني متهالكة بسبب الحصار على القطاع، موضحاً أنه سيتم اطلاع أبناء شعبنا على نتائج لجنة التحقيق في حريق عائلة أبو ريا فور الانتهاء منه.

من جهته، كانت أعلنت وزارة الداخلية في غزة، مساء الخميس، عقب الحادثة عن تشكيل لجنة تحقيق في حريق بناية سكنية بمعسكر جباليا شمالي القطاع، ما أدى إلى وفاة 21 فلسطينياً.

وقال إياد البزم، المتحدث باسم داخلية غزة في مؤتمر صحفي: "نعلن تشكيل لجنة مختصة للتحقيق في الحريق الذي اندلع في بناية سكنية شمال غزة، والوقوف على ملابساته كافة"، مضيفاً "تبيّن من التحقيقات الأولية أن تخزين كمية كبيرة من مادة البنزين داخل المنزل المحترق ساهم بتصاعد الحريق بشكل هائل ووقوع هذا العدد من الوفيات".

ونوه البزم، إلى أن "الأطقم المختصة بذلت جهودها في السيطرة على الحريق لعدم تمدده لمنازل أخرى ومنعت وقوع كارثة أكبر، حيث إن المنزل يقع في منطقة سكنية مكتظة"، وأنه "فور تلقي جهاز الدفاع المدني بلاغا بالحريق توجّهت أطقم الإطفاء والإنقاذ للمكان، وتم تعزيزها بقوات كبيرة الشرطة للتعامل مع الحريق الهائل الذي اندلع في البناية".

أما رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية، دعا إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

ونعى هنية، في بيان وصل "صدى نيوز"، ضحايا الحادث الأليم الذي وقع اليوم شمال قطاع غزة، ويعبّر عن خالص تعازيه لعوائل شهداء الحريق المفجع من عائلة أبو ريا وعدد من العوائل الأخرى، مؤكداً وقوف حماس إلى جانب المكلومين في هذه الفاجعة الإنسانية.

وأضاف هنية، أن "ما حدث من فواجع الأقدار، ويعيد تذكير العالم بالمأساة الإنسانية التي تعيشها غزة التي تقع تحت الحصار والنار، وحرمانها من الإمكانات التي تساعدها على التعامل والسيطرة على هكذا حرائق"، مطالباً دول العالم "برفع الصوت عاليا واتخاذ كل ما يلزم في وجه الاحتلال المجرم الذي يحاصر غزة، بل وفي وجه كل من يتواطأ معه في هذا الحصار الآثم".

وقال مشير المصري، القيادي في الحركة، من أمام منزل الضحايا: "نتابع في حركة حماس الحدث، ونسخر كل إمكانياتنا بجانب الحكومة للوقوف بجانب عائلات الضحايا".

وحمل المصري، الاحتلال المسؤولية جراء استمرار الحصار على قطاع غزة ونقص الإمكانيات اللازمة للجهات المختصة كالدفاع المدني والطواقم الطبية في غزة.

يشار إلى أن قطاع غزة تعرض لحوادث أليمة مشابهة، خصوصاً في آذار/مارس2020 عندما وقع حريق ضخم داخل مخبز بسبب تسرب كميات من الغاز في مخيم النصيرات وسط القطاع وتسبب بعشرات الضحايا والمصابين.