خاص لـ صدى نيوز: برز تحالف اليميني المتطرف إيتمار بن غفير كأحد متصدري الانتخابات الإسرائيلية، وتبوأ الموقع الثالث في الكنيست من حيث القوة، بعد "الليكود" اليميني برئاسة بنيامين نتنياهو و"هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد.

وشكل فوز تحالف "الصهيونية الدينية" مفاجأة سارة لأنصاره وهو مؤلف من حزبين يمينيين متشددين هما "القوة اليهودية" برئاسة بن غفير، و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش.

لكن، كيف استطاع بن غفير الانتقال من 5 مقاعد في الانتخابات السابقة، ليحصد حوالي 14 مقعداً في الانتخابات الأخيرة؟

الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي قال في حديث خاص مع صدى نيوز إن هناك عوامل عدة ساهمت في سطوع نجم بن غفير سياسياً وحصده المزيد من الأصوات خلال الانتخابات الأخيرة.

وأضاف أن النزعة اليمينية في المجتمع الإسرائيلي ساعدت بن غفير في حصد مقاعد إضافية، مشيراً إلى أن غالبية المستوطنات صبّت لصالح بن غفير بنسب تفوق الـ70%.

وأوضح أن الطريقة الاستعراضية لبن غفير أثرت في فئة من الناخبين وهم الشبان المتطرفون، أمثال فتية التلال، حيث استخدم بن غفير منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها لإبراز ونشر أفكاره وتصرفاته، ويوم الانتخابات استأجر طائرة خاصة وتنقل على المراكز الانتخابية لدفع أنصاره للتصويت، والتأثير على المصوتين الآخرين.

وقال البرغوثي لـ صدى نيوز إن خطاب بن غفير جاذب للمتطرفين، إضافة إلى أنه ليس جديداً على الساحة، فهو محامي قتلة عائلة دوابشة وعدد من مرتكبي العمليات الإرهابية اليهودية، ومحامي فتية التلال، كما أن مرتكب مجزرة المسجد الإبراهيمي بالخليل باروخ جولدشتاين هو مثال أعلى لبن غفير، حيث يعلق صورته في بيته افتخاراً به.

وتابع المختص في الشأن الإسرائيلي أن العمليات الأخيرة استخدمت من قبل اليمين الإسرائيلي ومن بينهم بن غفير كدعاية انتخابية، حيث يدعو الأخير إلى التعامل بحزم أكبر مع الأسرى وملقي الحجارة ومنفذي العمليات.

وسبق أن أعلن بن غفير أنه يطمح لحقيبة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة، ما تسبب بقلق واسع في إسرائيل بسبب مواقفه المتشددة.

من هو إيتمار بن غفير؟
ينظر إلى بن غفير على أنه ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، حيث هتف أنصاره في حفل الانتصار فجر الأربعاء الماضي بشعار "الموت للعرب".

وبرز اسمه في العديد من الأحداث في السنوات الأخيرة، وخاصة عندما أقام خيمة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية.

وبن غفير مولود في القدس الغربية عام 1976 لأم وأب مهاجرين من يهود العراق، ومعروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وهو من سكان مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل.

برز اسمه في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءا من "موليدت" الذي دعا إلى تهجير المواطنين العرب من إسرائيل، مرورا بـ"كاخ" المصنف "إرهابيا" وفق القانون الإسرائيلي، وصولا إلى "الصهيونية الدينية" الذي أدخله الكنيست في أبريل/نيسان 2021 بعد محاولات فاشلة.

وعندما بلغ سن 18 عاما تم إعفاؤه من الخدمة الإلزامية بالجيش الإسرائيلي؛ بسبب مواقفه اليمينية المتشددة.

وقالت صحيفة "هآرتس" في أبريل/ نيسان 2018، إن "بن غفير طوّر سمعة كافية باعتباره محرضا مراهقا ليتم حرمانه من الخدمة في الجيش، وهي شارة العار التي يرتديها حتى يومنا هذا".

ونقلت الصحيفة عن بن غفير قوله، إن "الجيش الإسرائيلي خسر عندما لم يضمني".

وفي 2007، أُدين بن غفير بالتحريض على العنصرية؛ بسبب حمله لافتة في مظاهرة مكتوب عليها: "اطردوا العدو العربي".

درس بن غفير القانون، إلا أن نقابة المحامين الإسرائيلية رفضت منحه العضوية، بسبب سجله الجنائي، لكن بعد احتجاجات قادها بنفسه تم السماح له بالانتساب للنقابة